رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين
بكائها ارتدت ثيابها وتحركت لغرفة صغيرها لتمدد جسدها بجوا ره بالفراش تأملت ملامحه البريئة لتمرر أصابعها حيث تخللت خصلات شعره بحب وتميل على وجنته تطبع بها حنو نتنفست براحة وحاوطت جسده الصغير لتضمه إلي صدرها بحنوكم كانت تحتاج لهذا العناق لينسيها ما عاشته بيومها الصعبشددت من عناقه في غفوة منها ليحرك الصغير أهدابه ويفتحهما عدة مرات لينطق بابتسامة صافية
ماما
قابلت ابتسامته بأخرى وبعينين تقطر حنانا تحدثت وهي تشدد من عناقه
حبيبي وحشتني
إنت كمان وحشتيني يا مامي
يلا نام يا حبيبي
إنت هتنامي معايا...هزت رأسها بإيجاب مما ادخل السرور لقلب الصبي الذي لف ذراعه الصغير حول خصر وا لدته وغط في سبات عميق بعدما شعر بالامان في حضرت مصدر أمانه الوحيد بجانب عزة تنفست وحاولت جاهدة الدخول في النوم لتنجح بعد كثيرا من الوقت لتسقط بدوا مة النوم وټغرق بها علها تخفف عنها وطأة ذاك الکابوس الموجع التي عاشته
صباح اليوم التالي
استيقظت وساعدت صغيرها على ارتداء ثيابه الخاصة بالمدرسة ثم اصطحبته وخرجا متجهين للمطبخ لتجد عزة تقف أمام موقد الغاز لمباشرة تجهيز طعام الفطار تحدثت وهي تجلس صغيرها
صباح الفل على عيونك... وا ستطردت بعدما تحركت إلى الصغير
صباح الخير يا حبيب قلبي
صباح الخير يا زوزة ... نطقها الصغير بطلاقة جلبت عزة الطعام ورصته فوق الطاولة وجلست لتتحدث
لتلك التي تطعم صغيرها بذهن شارد
مبتاكليش ليه يا حبيبتيده انا عملالك الأومليت اللي بتحبيه
تنهدت لتجيبها پألم
وهجيب النفس اللي أكل بيها منين يا عزة
وحدي الله وهوني على نفسك وا دعي له بالرحمة .... تحدثت بيقين لتجيبها الأخرى
لا إله إلا الله محمد رسول الله
مدت يدها وناولت صغيرها كأس الحليب لتتحدث
تناوله منها وبدأ بارتشافه بسطت عزة ذراعها بشطيرة لتتحدث برجاء
طب خدي ساندوتش الرومي ده كليه علشان يسندك
اجابتها بملامح متأثرة
مش قادرة أحط أي حاجة في بقي
كادت ان تضغط عليها من جديد لولا مقاطعة رنين الهاتف الارضي لتهتف عزة قائلة
دي أكيد امك اللي بتتصل على الصبح كدة
سيبك منها ومترديشهي رنت على فوني من شوية وا نا كنسلت... ثم نهضت وتحدثت وهي تضع صندوق الطعام داخل حقيبة الصغير
حاضر يا مامي...تمسكت بكف صغيرها وجذبت حقيبتها لتتحدث بهدوء
أنا ماشية يا عزة ...سألتها باستغراب
مش لسة بدري
أجابت بإبانة
هروح ارتب الشغل وا لغي موعيد أيمن بيه اكيد لسة تعبان ومش هييجي الشركة النهاردة
سألتها مستفسرة
ولو أمك إتصلت أقولها إيه
هتفت بضجر
إتصرفي يا عزة ولا أقولك أنا هرد عليها لو اتصلت بيا علشان أرحمك من زنها...تحركت بجانب طفلها حيث أودعته داخل الباص وتحركت بسيارتها باتجاه الشركة أمسكت هاتفها وطلبت رقم أيمن ليجيبها بعد قليل بصوت وا هن وهو يقبع فوق أحد أسرة المشفي المملوك لنجله
أهلا يا إيثار
تحدثت بتأثر
أهلا بيك يا أفندم طمني على صحتك يارب تكون بقيت أحسن
أنا بخير الحمدلله طمنيني روحتي الشركة ... نطقها مستفسرا لتجيبه بإبانة
أنا في الطريق وهلغي لحضرتك كل موا عيد النهاردة لحد ما ترجع بالسلامة
بصوت ضعيف املى عليها
إقعدي مع المهندس عدنان وتابعي معاه أخبار الصفقة الجديدة
كاد أن يكمل فهتفت تلك الجالسة بجوا ره
كفاية كلام ومتتعبش نفسك يا أيمن إيثار فاهمة شغلها كويس وا كيد هتعمل كل ده من نفسها
وا ستطردت بملامة
ما هي ياما مشت أمور الشركة لما كنت بتاخد أجازات ونسافر
نظر بعينيه
لتلك الجميلة ذات الاعوا م الخمسون ليتحدث بعينين راجيتين
معلش يا حبيبتيهبلغها كام نقطة بس وهقفل على طول...قطع حديثه نجله الذي ولج للتو لينظر بحدة بالغة إلى الهاتف متحدثا وهو يجذب الهاتف من يده
هو ده اللي اتفقنا عليه يا بابا مش قولت لك بلاش الموبايل وحاول تسترخي
وا سترسل بعتاب وهو يتطلع لوا لدته
وحضرتك قاعدة تتفرجي عليه يا ماما
أنا حاولت يا أحمد بس بباك هو اللي صمم يرد لما عرف إن إيثار هي اللي على التليفون... هكذا أجابته فوضع أحمد الهاتف وتحدث لتلك التي تستمع لحديثهم عبر سماعة البلوتوث الموضوعة بداخل أذنها حيث تتابع القيادة
تابعي الشغل بنفسك وبلاش ترجعي للباشا يا إيثارهو محتاج راحة تامة إسبوع على الأقل
بهدوء أجابته
أنا مكلمتش الباشا علشان الشغل يا دكتور أنا كنت بكلمه اطمن على صحته لكن أنا عارفة هتصرف إزاي في الموا قف اللي زي ديأصلها مش أول مرة الباشا يسيب لي الشركة تحت تصرفي...اجابها بتأكيد
علشان كدة بقول لك إتصرفي ومترجعلوش ولو فيه حاجة ضروري كلميني أنا
تمام هقفل علشان معطلش حضرتك... نطقتها باقتضاب ليتحدث باحترام
تمام يا إيثارمع السلامة
اغلق معها ليتحدث إلى أبيه
مش ممكن يا بابا اللي بتعمله في نفسك ده معقولة الشغل عندك أهم من صحتك!
نظر لتلك الأسلاك