فاكهة مـــحـــرمة في الاسلام
فقال ما يسرني أني حكيت رجلا وأن لي كذا وكذا قالت فقلت يا رسول الله إن صفية امرأة وقالت بيدها هكذا كأنها تعني قصيرة فقال لقد مزجت بكلمة لو مزجت بها ماء البحر لمزج الترمذي عن أبي حذيفة.
قال الحسن ذكر الغير ثلاثة الغيبة والبهتان والإفك وكل في كتاب الله عز وجل فالغيبة أن تقول ما فيه والبهتان أن تقول ما ليس فيه والإفك أن تقول ما بلغك عنه.
إن الإنسان إذا ضبط لسانه واشتغل بذكر الله عز وجل والدعوة إلى الله وذكر ما في كتاب الله وسنة رسول الله من فضائل وما عند الصحابة من الكرامات كان ذكر الله شفاء له ولمن حوله أما إذا اشتغل بذكر الناس فذكر الناس داء له ولمن حوله وهو قول سيدنا عمر ذكر الله شفاء وذكر الناس داء كل إنسان لا بد له من لقاءات شئت أم أبيت أحببت أم کرهت أعجبك أم لم يعجبك فأنت مضطر أن تلتقي مع أصدقائك ومع جيرانك وإخوانك وزملائك وأقربائك في وليمة أو سهرة أو لقاء أو تهنئة أو نزهة أو تعزية وفي حفلة أو عقد قران فاللقاء حتمي فقبل أن تدخل قل في نفسك ماذا أقول! لا تدخل وأنت خالي الذهن هيئ في نفسك آية أو حديثا أو قصة أو شيئا عن أصحاب رسول الله المهم شيء يقربهم إلى الله واذكره بلطف وأدب وحكمة وتسامح فإن رأيت الوجوه قد أشرقت وتألقت فهذا هو قول سيدنا عمر ذكر الله شفاء وذكر الناس داء.
لا تقتصر على اللسان
استمرارية مجالس الخير منوطة بترك الغيبةوإن الغيبة لا تقتصر على اللسان فالذكر باللسان محرم ولكن هناك التعريض وهناك التصريح وهناك القول وهناك الإشارة فإذا أشار الواحد على الآخر بأنه بخيل أحيانا بشفتيه وأحيانا يحرك رأسه وأحيانا يرفع عينيه كل هذا عند الله غيبة كلام وإشارة وتصريح وقول وغمز وتحريك شفتين وعينين ورأس هذا كله يدخل تحت الغيبة فإذا أردنا مجتمعا متماسكا كالبنيان المرصوص وكالجسد الواحد فعلينا أن نبتعد عن الغيبة فالغيبة هي التي تمزق وحدة هذا الجسد وإذا أردنا مجتمعا متباغضا تسود فيه العداوة والحسد والأحقاد فالسبب هو الغيبة يذكرأن أناسا طيبين كانوا يلتقون كل ثلاثاء مثلا هذا اللقاء دام سبعة عشر عاما فسأل بعضهم بعضا ما سر هذا التوفيق والاستمرار وتلك الديمومة فقال أحدهم لأن هذه المجالس خالية من الغيبة ولو كان فيها غيبة لانقطعت منذ أمد طويل.
ومن ذلك المحاكاة أو التمثيل كأن يمشي الإنسان متعارجا يتصنع العرج كي يبدو متعارجا أو كما يمشي أو يضحك أو يجلس أو يتحرك فإذا قلدت إنسانا من أجل أن يضحك الناس عليه فهذه من أشد أنواع الغيبة وهناك غيبة بالكتابة والرسم هناك رسوم تبعث على الضحك وأحيانا هناك كتابات قالوا القلم أحد اللسانين.
الآن هناك أساليب ذكية يفعلها الإنسان ويظن أنه نجا من الغيبة مثلا فمن الغيبة أن يذكر إنسان عندك فتقول الحمد لله الذي عافانا من البخل معنى ذلك أنه بخيل!