الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

فاكهة مـــحـــرمة في الاسلام

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات

موقع أيام نيوز

أن هذا المثال يكفي مجرد تصوره في الدلالة على حجم الکاړثة التي يقع فيها المغتاب ولذا كان عقابه في الآخرة من جنس ذنبه في الدنيا فقد مر النبي صلى الله عليه وسلم ليلة عرج به بقوم لهم أظفار من نحاس يخمشون وجوههم وصدورهم قال فقلت من هؤلاء يا جبريل قال هؤلاء الذين يأكلون لحوم الناس ويقعون في أعراضهم والأحاديث في ذم الغيبة والتنفير منها كثيرة.
وأسبابها الباعثة عليها كثيرة منها الحسد واحتقار المغتاب والسخرية منه ومجاراة رفقاء السوء وأن يذكره بنقص ليظهر كمال نفسه ورفعتها وربما ساقها مظهرا الشفقة والرحمة وربما حمله عليها إظهار الڠضب لله فيما يدعي.. إلى غير ذلك من الأسباب.
وأما علاجها فله طريقان طريق مجمل وطريق مفصل كما ذكر الغزالي
الأول أن يتذكر قبح هذه المعصية وما مثل الله به لأهلها بأن مثلهم مثل آكلي لحوم البشر وأنه يعرض حسناته إلى أن تسلب منه بالوقوع في أعراض الآخرين فإنه تنقل حسناته يوم القيامة إلى من اغتابه بدلا عما استباحه من عرضه فمهما آمن العبد بما ورد من الأخبار في الغيبة لم يطلق لسانه بها خوفا من ذلك.
الثاني أما طريق علاجها على التفصيل فينظر إلى حال نفسه ويتأمل السبب الباعث له على الغيبة فيقطعه فإن علاج كل علة بقطع سببها.
فإن وقع العبد في هذا الذنب فليرجع إلى الله سبحانه وليتب إليه وليبدأ فليتحلل ممن اغتابه ففي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من كانت له عند أخيه مظلمة من عرضه أو شيء فليتحلله اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه متفق عليه من حديث أبي هريرة فإن خشي ان تحلله أن تثور ثائرته ولم يتحصل مقصود الشارع من التحلل وهو الصلح والألفة فليدع له وليذكره بما فيه من الخير في مجالسه التي اغتابه فيها.
البهتان والغيبة
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهته مسلم عن أبي هريرة 
البهتان أن تقول على أخيك شيئا ليس فيه أما الغيبة فأن تقول عنه شيئا هو فيه هذا تعريف الغيبة من قبل النبي عليه الصلاة والسلام طبعا ذكرك أخاك بما يكره سواء أكانت هذه الغيبة في بدنه أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو ماله أو ولده أو زوجته ووالده أو ثوبه أو مشيته أو حركته أو عبوسه وطلاقته أو غير ذلك مما يتعلق به كل هذه الموضوعات متعلقة بالغيبة.
وسواء ذكرته بلسانك أو رمزت إليه أو أشرت إليه بعينك أو يدك أو رأسك أو نحو ذلك تلميحا كان أو تصريحا فكل هذا من الغيبة.
ففي البدن كأن تقول فلان أعرج وهذا أعمش وذاك قصير وفلان طويل والآخر شديد السمرة هذه غيبة البدن وفي الدين كأن تقول فاسق وسارق وكاذب وظالم ومتهاون بالصلوات ليس بارا بوالديه هذه في الدين وفي الدنيا كأن تقول هذا قليل الأدب وكثير الأكل والنوم وينام في غير وقته وفي والده كأن تقول والده زنجي أو تحتقر والده بالصنعة وفي الخلق كأن تقول متكبر ومرائي وجبار... إلخ وفي الثوب ۏسخ الثوب وطويل الكم.
والغيبة من أوسع المعاصي التي يقترفها الناس وهم لا يشعرون في مجالسهم وسفرهم ولقاءاتهم وولائمهم وأعراسهم وفي أحزانهم فمادام هذا اللسان ينهش أعراض الناس فهو واقع بغيبة كبيرة والغيبة كما تعلمون من الكبائر.
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال أتدرون ما الغيبة قالوا الله ورسوله أعلم قال ذكرك أخاك بما يكره قيل أفرأيت إن كان في أخي ما أقول قال إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهتهمسلم عن أبي هريرة و عن أبي حذيفة وكان من أصحاب ابن مسعود عن عائشة قالت حكيت للنبي صلى الله عليه وسلم رجلا

انت في الصفحة 2 من 5 صفحات