ما معنى: {وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا}؟
انت في الصفحة 3 من 3 صفحات
إذا همّ عبدي بحسنة، فاكتبوها له حسنة، فإن عملها، فاكتبوها له بعشر أمثالها، وإن هم بسېئة فلم يعملها، فاكتبوها حسنة، فإنما تركها من جرائي، فإن عملها، فاكتبوها بمثلها". (هذا الحديث مخرج في الصحيحين، وله ألفاظ كثيرة منها هذا، قاله ابن كثير).
وقيل: همّ پضربها، وقيل: تمناها زوجة؛ وقيل: همّ بها لولا أن رأى پرهان ربه، أي: فلم يهم بها. حكاه ابن جرير، وغيره، فكأن في الآية تقديمًا وتأخيرًا: أي لولا أن رأى پرهان ربه لهمّ بها، فلم يقع الهمّ لوجود الپرهان، وهو عصمة الله عز وجل له.
وأما الپرهان الذي رآه، ففيه أقوال أيضًا، قيل: رأى صورة أبيه يعقوب عاضًّا على إصبعه بفمه؛ وقيل: رأى خيال الملك، يعني سيده.
وقال ابن جرير عن محمد بن كعب القرظي، قال: رفع يوسف رأسه إلى سقف البيت، فإذا كتاب في حائط البيت: {لا تقربوا الژنى إنه كان ڤاحشة ومقتًا وساء سبيلًا}؛ وقيل: ثلاث آيات من كتاب الله: {إن عليكم لحافظين} الآية، وقوله: {وما تكون في شأن} الآية، وقوله: {أفمن هو قائم على كل نفس بما كسبت}.
قال ابن جرير: والصواب أن يقال: إنه رأى آية من آيات الله تزجره عما كان همّ به، وجائز أن يكون صورة يعقوب، وجائز أن يكون صورة الملك، وجائز أن يكون ما رآه مكتوبًا من الزجر عن ذلك. ولا حجة قاطعة على تعيين شيء من ذلك، فالصواب أن يطلق، كما قال الله تعالى.
وقوله: {كذلك لنصرف عنه السوء والڤحشاء}: أي: كما أريناه برهانًا صرفه عما كان فيه، كذلك نقيه السوء والفحش-اء في جميع أموره، {إنه من عبادنا المخلصين}: أي من المجتبين المطهرين المختارين المصطفين الأخيار، صلوات الله وسلامه عليه. اهـ.
وبخصوص الشعور المذكور، فلا يأثم المرء به. فما يعرض للإنسان من الوسا-وس والأفكار، لا يؤاخذ به، ما لم يعزم على فعل المحر-م.
أما مجرد الوس-وسة والخاطرة -سواء كانت من حديث النفس، أم من وسوسة الشي-طان-، فلا مؤاخذة بها، وانظري الفتوى: 398836.
والله أعلم.