الأحد 01 ديسمبر 2024

رواية أنا لها شمس بقلم روز أمين

انت في الصفحة 21 من 61 صفحات

موقع أيام نيوز

ولذا فقد تنهدت بضيق لتهتف بحنق ظهر بملامحها رغما عنها 
توقعاتك غلط يا افندمأنا هنا علشان أسحب بلاغ كنت قدمته إمبارح في طليقي
ضيق عينيه ليقول مرددا باستغراب 
طليقك! وا نت مقدمة  بلاغ في طليقك ليه 
علشان راجل سخيف وحاشر نفسه في حياتي...جملة  مقصودة  نطقتها بضيق من أسالته الكثيرة  التي أزعجتها لتسترسل بحدة  وهي تستعد للمغادرة  بعدما فاض بها الكيل منه 
بعد إذن حضرتك
تحركت بالممر تحت عينيه المبتسمة  من تذمرها ليقطع طريقها دخول العسكري وهو يشدد بقبضته على ذاك المقيد بالأساور الحديدية  اتسعت عينيها بذهول وهي ترى وجه عمر المصبوغ باللونين الأحمر الداكن وا لأزرق تحت عينه الشمال المتورمة  وبجانب شفته السفلى المنتفخة  وبها بقايا دماء  جافة  مما يوحي لتعرضه لضړب مپرح وقف سريعا ليتحدث بعينين متشوقتين وكأنه لم يتعرض لكل هذا بسببها 
إيثار إنت هنا يا حبيبتي 
ما زالت تحملق به بعدم استيعاب ليقطع صمتها بصوته الشغوف 
أنا عازرك في اللي عملتيه ومش زعلان منكأنا كمان زودتها وخوفتك بس أوعدك مش هعمل
كدة  تاني
ليسترسل بتذلل 
أهم حاجة  تسامحيني ومتكونيش زعلانة  مني
قطب فؤاد جبينه وهو يستمع لصوت ذاك الخاضع ليقطع شروده صوت نصر المجلجل الذي صدح بالمكان قائلا پغضب  
إنت كمان بتستسمحها بعد اللي عملته فيك يا عرة  الرجالة ...قالها قبل أن يدقق النظر لوجهه التي شوهته كثرة  الكدمات ليهمس متسائلا بذهول
مين اللي عمل فيك كدة 
كرر سؤاله ضاغطا على أسنانه
مين اللي إتجرأ وعمل كدة  في إبن نصر البنهاوي!
ترقرقت الدموع بعينيه ليجيب وا لده مشتكيا بصوت مخټنق كطفل بالعاشرة  من عمره
المساجين إتكاتروا  عليا في الحجز وضړبوني
أمال رأسه مرات متتالية  بعينين متوعدتين تطلق شررا ثم حول بصره على تلك المذهولة  وا لتي شعرت بالندم بعدما حدث له ليهتف ملقيا اللوم عليها
إنت السبب في كل ده
وا ستطرد متوعدا 
الإسود اللي اتولدتي فيه
احترم نفسك يا راجل إنت وا حترم المكان المقدس اللي إنت وا قف فيه...كلمات حادة  نطقها فؤاد ليسترسل بصرامة  وهو ينظر إليها 
لو حابة  تعملي محضر بالتعدي اللفظي يا أستاذة  إيثار هخلى حد من الأمن يروح معاك القسم وتقدمي بلاغك وا نا بنفسي هشهد معاك
اړتعب داخل عزيز ليهتف وهو يقبض على رسغ شقيقته بقوة  متلبكا
يا باشا إحنا لا بتوع محاضر ولا بنحب المشاكل أصلاوبعدين سيادة  النايب نصر باشا البنهاوي يبقى حما أختي وجد إبنها وهي أصلا بتعتبره زي أبوها
رمقها بنظرة  حادة  ليستطرد متسائلا
مش كدة  يا إيثار
متشكرة  لحضرتك يا افندم بس أنا مسامحة  في حقي وكل اللي أنا عوزاه إني أمشي من هنا لأن إبني في البيت لوحده
نظر لها متعجبا تصرفها مع تلك العائلة  العجيبة  ليشير لها باتجاه الطريق المؤدي للخروج تحركت دون 
خلي بالك من نفسك يا إيثار
اشمئزت من استماعها لصوته المقيت وكادت أن تصم أذنيهااسرعت بخطوا تها حتى اختفت في حين تعجب الجميع حتى فؤاد من أمر ذاك ال عمرو 
معاك سيادة  النائب نصر حسين البنهاوي نائب مجلس الشعب عن محافظة  كفر الشيخ
قالها بكبرياء  ليتفاجأ بنظرات فؤاد الثابتة  فوقه بتقليل ليقول بلامبالاة  
النيابة  مفيهاش نائب مجلس شعب ووزير الكل هنا سوا سية  ولازم يحترموا  المكان الغفير عندنا بيتعامل زيه زي الوزير
ابتلع نصر لعابه أما طلعت فشعر بالڠضب من معاملة  هذا المتغطرس لوا لده وخصوصا أمام عزيز وا يهم وهو الذي طالما يتحدث ويحكي الكثير عن معاملة  وا لده الخاصة  وا لمهمة  من جميع الجهات

سوا ء  أمنية  أو سيادية  وا لأن جاء  هذا الرجل ليقوم بهدم الصورة  الخارقة  الذي رسمها وصدرها لجميع ساكني البلدة  قال كلماته وا نسحب لداخل مكتبه صافقا الباب بوجه الجميع ونصر المصډوم من تلك المعاملة  السيئة  وعدم التقدير قطع صمت الجميع وذهولهم صوت عمرو  الذي هتف مترجيا
بابا أرجوك إتصرف وطلعني من هناالناس اللي في الحجز دول مجرمين لو دخلت عندهم تاني معرفش ممكن يعملوا  معايا إيه
أجابه المحامي بدلا عن وا لده الذي ولأول مرة  يشعر بالعجز حيال أبناء ه
إصبر يا عمرو  بيهمحضر السكر ومحضر إزعاج السكان اتحولوا  للنيابة  وا خدت فيهم أربع أيام على ذمة  التحقيقيعني مفيش في إدينا حاجة  ممكن نعملها قبل الاربع أيام مايخلصوا 
وا ستطرد بلوم 
ما أنت لو كنت اتصلت بينا وا نت لسة  في قسم الشرطة  كنا طلعناك من غير ما حد يحس بيك لكن اللي صعب الموا ضيع هو تحويل المحضر للنيابة 
لا الظابط ولا العساكر رضيوا  يدوني تليفوني علشان أكلم أبويا منه... نطقها بيأس وهو يتحرك مع العسكري الذي جذبه وا نسحبا لوجهتهما ليهتف وا لده بصوت وا ثق ليبث الإطمئنان داخل فؤاد نجله 
متخافش يا عمرو كلها يومين وهتبات على سريرك 
ليرد عليه نادبا كالنساء  بصوت مدو 
لسة  هستنى يومينأتصرف وا عمل إتصالاتك يا بابا أنا مش هينفع أبات في الحجز يوم وا حد 
قطع تلك اللحظة  جملة  المحامى حيث قال متكهنا 
وا ضح إن الموضوع متوصي عليه يا نصر بيه
كان يتابع ذهاب إبنه المكبل بقلب ېحترق حزنا وا لما ليلتفت للمحامي من
جديد وهو يقول بفحيح من بين أسنانه 
الظابط اللي بلغني قال لي إن فيه
20  21  22 

انت في الصفحة 21 من 61 صفحات