شرح حديث أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
النصوص بذمه؛ إذ جاء عن أبي أمامة -رضي الله عنه- أنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (ما ضلّ قوم بعد هُدًى كانوا
عليه، إلا أوتوا الجدل).[٩][١٠] ومما يؤيد هذا ما قيل من كون اللد يحمل المرء عادة على المماطلة بأداء الحقوق، والتعريج بها عن وجوهها ومستحقها، وظلم أصحابها، لذلك استحق من كان هذا حاله بغض الله وعقابه.[١١]
وبالتالي فإن الخصم المذموم هو الذي يبعد عن الحق ويضعفه ويقوي الباطل، أما من اشتدت خصومته لإثبات حق حتى يظهره، ويبديه ويزيل الباطل، ويخفيه فهي حالة القائمين على الحق، الممدوحة للذين ينصرونه ولا يزالون ظاهرين عليه إلى يوم الدين.[١٢] فوائد
يبين أن الرجل كثير الخصومة يبغضه الله -عز وجل-. التوجيه لما ينبغي أن يكون عليه المرء إذ في الحديث توجيه للإنسان بأن يكون سهلاً، بعيداً عن الجدل والخصام، والڼزاع والشقاق، وأن يسلك الطرق السهلة اليسيرة، ويؤيد هذا ما قاله الرسول -صلى الله عليه وسلم- في حديث آخر: (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا).[١]
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم الحمد لله الذي خلق الإنسان علمه البيان والصلاة والسلام على الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى أما بعد.
فهذه فوائد من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم :
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : (إِنَّ أَبْغَضَ الرِّجَالِ إِلَى اللَّهِ الْأَلَدُّ الْخَصِمُ) رواه البخاري
شرح الكلمات: " قوله: (الألد) جمعه اللدد: وهو الأعوج في المناظرة الذي يروغ عن الحق، وهو المعوج عن الحق المولع بالخصومة والماهر بها. والألد في اللغة الأعوج.
قوله: (الخصم) الحاذق بالخصومة والمذموم هو الخصومة بالباطل في رفع حق أو إثبات باطل.
المعنى الاجمالي: