شرح حديث أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
ثالثاً: الكبر والعُجب. فالكبر وإعجاب المرء بنفسه يؤديان إلى تجاوز الحد في الخصومة والى رد الحق وغمط الناس. فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر فقال رجل إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا ونعله حسنة قال إن الله جميل يحب الجمال الكبر بطر الحق وغمط الناس "رواه مسلم.
وينقسم الجدل إلى قسمين:
1- الجدل الممدوح:
وهو الجدل الذي يقصد به تأييد الحق، أو إبطال الباطل، أو أفضى إلى ذلك بطريق صحيح.
2- الجدل المذموم:
وهو الجدل الذي يقصد به الباطل، أو تأييده، أو يفضي إليه، أو كان القصد منه مجرد التعالي على الخصم والغلبة عليه فهذا ممنوع شرعاً.
ذكر بعض الآثار السيئة للجدل والمراء:
1- الضلالة عن الهدى، قال النبي صلى الله عليه وسلم ("مَا ضَلَّ قَوْمٌ بَعْدَ هُدًى كَانُوا عَلَيْهِ إِلَّا أُوتُوا الْجَدَلَ ثُمَّ تَلَا رَسُولُ اللَّهِ هَذِهِ الْآيَةَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلَّا جَدَلًا بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ").
2- ضعف الإيمان: قال ميمون أبي عمر قال "لا يصيب عبد حقيقة الإيمان حتى يدع المراء وإن كان محقا"
3- الإفساد بين الناس، قال عبدالله بن الحسين: "المراء يفسد الصداقة والقديمة ويحل العقدة الوثيقة وأقل ما فيه أن تكون المغالبة والمغالبة أمتن أسباب القطيعة"
4- الجدال والمراء غير المحمود من فضول الكلام الذي يعاب عليه صاحبه.5- قد يؤدي الجدال الباطل إلى تكفير الآخرين أو تفسيقهم.
6- يدعو إلى التشفي من الآخرين.
7- يذكي العداوة، ويورث الشقاق بين أفراد المجتمع
8-يقود صاحبه إلى الكذب.
9- يؤدي إلى التطاول والتراشق بالألسن
10- يؤدي بالمجادل إلى إنكار الحق ورده.
آداب الخصومة في الإسلام!
1- مراقبة الله تعالى في الخصومة، لأن الله تعالى مطلع الآن، وستعاد الخصومة أمامه يوم القيامة، روى الترمذي عن الزبير قال: لما نزلت ﴿ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِندَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ ﴾ [الزمر: 31]، قال الزبير: يا رسول الله أتكرر علينا الخصومة يوم القيامة، بعد الذي كان بيننا في الدنيا؟ قال: نعم، قال إن الأمر إذاً لشديد.