ما معنى قوله ﷺ إني لأسمع بكاء الصبي فأتجوز في الصلاة
انت في الصفحة 1 من صفحتين
إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه
الراوي أبو قتادة المصدر صحيح أبي داود
الصفحة أو الرقم 789 خلاصة حكم المحدث صحيح
كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب أن يطيل في صلاته ولكنه في الوقت ذاته كان يراعي حاچات الناس فربما خفف في الصلاة لأجل بعض الناس
كما في هذا الحديث الذي يقول فيه النبي صلى الله عليه وسلم
إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها أي يريد إتمامها وإكمالها على الوجه المعتاد وليس المراد الإطالة التي نهى النبي صلى الله عليه وسلم الأئمة عنها
كراهية أن أشق على أمه أي إشفاقا به وبأمه بسبب بكاء طفلها فتنشغل عن الصلاة.
وفي الحديث الحث على مراعاة أحوال المأمومين في الصلاة ۏعدم المشقة عليهم بالتطويل
ذكَرَ المؤلِّف – رحمه الله تعالى – في باب الرِّفق بالمسلمين فيما نقله عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إني لأقوم إلى الصلاة وأريد أن أُطوِّلَ فيها، فأسمع بكاء الصبيِّ، فأَتجوَّزُ كراهية أن أشُقَّ على أمِّه)).
هذا الحديث من النماذج التي تدل على رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأمَّتِه، كما وصفه الله تعالى به في قوله: ﴿ لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128]، فهو يدخل في صلاة الجماعة يريد أن يطيل فيها، والمراد الإطالةُ النسبية، ليست الإطالة الزائدة عما كان يفعله من قبل، فإذا سمع بكاء الصبي أَوْجَزَ وخفَّف؛ مخافة أن يشُقَّ على أمِّه؛ لأن أمَّه إذا سمعت بكاءه فإنه يشق عليها أن تسمع بكاءَ ابنها، وربما يشغلها كثيرًا عن الصلاة، فيُخفِّف عليه الصلاة والسلام لأجل ذلك.
ففي هذا الحديث فوائدُ، منها:
أولًا: رحمة النبي صلى الله عليه وسلم بأُمَّتِه، وشفَقتُه عليها.