ماء قال عنه النبي ﷺ أشَدُّ بَياضًا مِن اللَّبَنِ، وأحْلى مِن العَسَلِ، وأبرَدُ مِن الثَّلْجِ
ترغيبا للأمة في بذل الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه فذكر من أوصافه أن ماءه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأن طوله وعرضه سواء وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا وهذه الأوصاف ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قدر حوضي كما بين أيله وصنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء متفق عليه .
حديث ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ... رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم .
اختلاف الروايات في سعة الحوض والجمع بينها
اختلفت الروايات في تحديد سعة الحوض ومساحته فبعض الروايات ذكرت أن حوضه صلى الله عليه وسلم أبعد من أيلة إلى عدن وعدن معروفة أما أيلة فهي مدينة بالشام على ساحل البحر وتطلق أيضا على جبل ينبع بين مكة والمدينة . والحديث رواه ابن ماجة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وفي رواية أخرى للبخاري عن ابن عمر قدرت ما بين ناحيتيه كما بين جرباء وأذرح وجربى بالقصر من بلاد الشام وأذرح بالحاء مدينة من أدنى الشام ويقال أنها فلسطين .
وفي رواية أخرى عند مسلم عن جابر بن سمرة أن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة
عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة وفي رواية أخرى عند الترمذي حوضي من عدن إلى عمان البلقاء .
وفي الجمع والتوفيق بين تلك الروايات يقول الإمام القرطبي ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف وليس كذلك وإنما تحدث النبي صلى الله عليه و سلم بحديث الحوض مرات عديدة وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة مخاطبا كل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها فيقول لأهل الشام ما بين أذرح و جربا و لأهل اليمن من صنعاء إلى عدن وهكذا وتارة أخرى يقدر بالزمان فيقول مسيرة شهر والمعنى المقصود أنه حوض كبير متسع الجوانب والزوايا فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها والله أعلم
ذكر صلى الله عليه وسلم صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه صلى الله عليه وسلم الصنف الأول فقراء المهاجرين ويدل على ذلك ما رواه ثوبان رضي الله عنه