الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

ماء قال عنه النبي ﷺ أشَدُّ بَياضًا مِن اللَّبَنِ، وأحْلى مِن العَسَلِ، وأبرَدُ مِن الثَّلْجِ

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات

موقع أيام نيوز

ترغيبا للأمة في بذل الأسباب الموجبة لوروده والشرب منه فذكر من أوصافه أن ماءه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأن طوله وعرضه سواء وأن سعته كما بين أيلة وصنعاء وأن عدد كؤوسه كعدد نجوم السماء وأن من شرب منه لا يظمأ أبدا وهذه الأوصاف ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث منها
حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن قدر حوضي كما بين أيله وصنعاء من اليمن وإن فيه من الأباريق بعدد نجوم السماء متفق عليه .
حديث ثوبان رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم سئل عن شراب حوضه فقال أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل يغت فيه ميزابان يمدانه من الجنة أحدهما من ذهب والآخر من ورق رواه مسلم .
حديث ثوبان رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال حوضي من عدن إلى عمان البلقاء ماؤه أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل وأكوابه عدد نجوم السماء من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ... رواه الترمذي وابن ماجة والحاكم .
حديث حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن حوضي لأبعد من أيلة إلى عدن والذي نفسي بيده لآنيته أكثر من عدد النجوم ولهو أشد بياضا من اللبن وأحلى من العسل ... رواه مسلم .
اختلاف الروايات في سعة الحوض والجمع بينها
اختلفت الروايات في تحديد سعة الحوض ومساحته فبعض الروايات ذكرت أن حوضه صلى الله عليه وسلم أبعد من أيلة إلى عدن وعدن معروفة أما أيلة فهي مدينة بالشام على ساحل البحر وتطلق أيضا على جبل ينبع بين مكة والمدينة . والحديث رواه ابن ماجة عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم .
وذكرت بعض الروايات أن سعة الحوض كما بين المدينة وصنعاء وهذا في رواية البخاري عن حارثة بن وهب رضي الله عنه .
وفي رواية أخرى للبخاري عن ابن عمر قدرت ما بين ناحيتيه كما بين جرباء وأذرح وجربى بالقصر من بلاد الشام وأذرح بالحاء مدينة من أدنى الشام ويقال أنها فلسطين .
وفي رواية أخرى عند مسلم عن جابر بن سمرة أن بعد ما بين طرفيه كما بين صنعاء وأيلة 
وفي رواية ابن ماجة عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم إن لي حوضا ما بين الكعبة وبيت المقدس وفي رواية مسلم عن أبي ذر 
عرضه مثل طوله ما بين عمان إلى أيلة وفي رواية أخرى عند الترمذي حوضي من عدن إلى عمان البلقاء .
وفي الجمع والتوفيق بين تلك الروايات يقول الإمام القرطبي ظن بعض الناس أن هذه التحديدات في أحاديث الحوض اضطراب واختلاف وليس كذلك وإنما تحدث النبي صلى الله عليه و سلم بحديث الحوض مرات عديدة وذكر فيها تلك الألفاظ المختلفة مخاطبا كل طائفة بما كانت تعرف من مسافات مواضعها فيقول لأهل الشام ما بين أذرح و جربا و لأهل اليمن من صنعاء إلى عدن وهكذا وتارة أخرى يقدر بالزمان فيقول مسيرة شهر والمعنى المقصود أنه حوض كبير متسع الجوانب والزوايا فكان ذلك بحسب من حضره ممن يعرف تلك الجهات فخاطب كل قوم بالجهة التي يعرفونها والله أعلم 
ويبدو والله أعلم أن المعنى المقصود ليس تحديد سعة الحوض تحديدا دقيقا بقدر ما أراد صلى الله عليه وسلم أن يعطي انطباعا بسعة حوضه وكبر مساحته وذلك أننا لو قارنا المسافات بين كل بلدتين ذكرهما صلى الله عليه وسلم لوجدنا اختلافا متباينا بينهما فالمسافة بين أيلة إلى صنعاء تختلف عن المسافة بين أيلة وعدن بمئات الكيلومترات وكذلك بين المدينة وصنعاء جاء في شرح ابن ماجة وهذه الاختلافات تشعر بأن ذكرها جرى على التقريب دون التحديد وبأن المقصود بأن بعد ما بين حافتيه وسيعة لا التقدير بمقدار معين .
أول الشاربين من حوضه صلى الله عليه وسلم
ذكر صلى الله عليه وسلم صنفين من الناس سيكونون أول الشاربين من حوضه صلى الله عليه وسلم الصنف الأول فقراء المهاجرين ويدل على ذلك ما رواه ثوبان رضي الله عنه

انت في الصفحة 2 من 4 صفحات