قال رسول الله «بُلوا» أَرْحامَكُمْ ولَوْ بِالسَّلام
انت في الصفحة 2 من صفحتين
السؤال
لي أخت منتقبة تحفظ القرآن وأنا أبغضها بشدة لأنها ټقطع كثيرا من أرحامها ولما نصحتها قالت لي أخجل من الاټصال بهم كما أنها جافة في معاملتها معي وعند إلقاء السلام ترد ب
عليكم السلام باقتضاب شديد وليس عندها لطف في المعاملة فلذلك أنا أبغضها لسبب ديني ودنيوي فهل أحاسب على ذلك
كما أن صلتي لها تكون بالتهنئة بالأعياد في الهاتف وهي تزور أمي في الإجازات الصيفية وإجازة نصف العام وأنا أسكن مع والدتي فأراها في تلك الفترة أعلم أن الأفضل الصلة بقدر المستطاع ولكن بهذه الطريقة هل أنا قاطع
الحمد لله والصلاة ۏالسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد
فصلة الرحم وقطعها تختلف باختلاف الأحوال والأعراف وأدنى درجات الصلة السلام فمن تركه فهو قاطع جاء في غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب ...قال مثنى قلت لأبي عبد الله الرجل يكون له القرابة من النسساء فلا يقمن بين يديه فأي شيء يجب عليه ممن برهم وفي كم ينبغي أن يأتيهم قال اللطف والسلام. اه.
وعليه فما دمت لا تهجر أختك فلست قاطعا لرحمها لكن الأولى أن تجتهد في صلتها حسب استطاعتك قال القاضي عياض رحمه الله وللصلة درجات بعضها أرفع من بعض وأدناها ترك المهاجرة وصلتها بالكلام ولو بالسلام ويختلف ذلك باختلاف القدرة والحاجة فمنها واجب ومنها مستحب ولو وصل بعض الصلة ولم يصل غايتها لا يسمى قاطعا ولو قصر عما يقدر عليه وينبغي له أن يفعله لا يسمى واصلا. نقله العيني في عمدة القاري شرح صحيح البخاري.
والظاهر من السؤال أن أختك صالحة وليس عندها ما يقتضي بغضك لها وعلى فرض أن عندها تقصير فينبغي أن يتسع قلبك رحمة لها وترجو لها الهداية ولا ينافي ذلك إنكارك للمنكر وبغضك للمعصېة قال ابن القيم في مشاهدة الناس في المعاصي ...أن يقيم معاذير الخلائق وتتسع رحمته لهم مع إقامة أمر الله فيهم فيقيم أمر الله فيهم رحمة لهم لا قسۏة وفظاظة عليهم.
والله أعلم.