الثلاثاء 03 ديسمبر 2024

رواية "عُد لي" (كاملة الفصول) بقلم هنا محمد

انت في الصفحة 2 من صفحتين

موقع أيام نيوز

 

بقالنا 15 سنة مع بعض اه والله عارفاه من وانا عندي 5 سنين كنت طفلة ساعتها وهو صديقي الصدوق وهو شريك حياتي حاليا شاركني في الهم والحزن قبل السعادة والفرحة هو حبيبي بس وقت الخناقة بنشد عادي ايه اللي هيحصل يعني
هاشم هو اللي وصلك يابنتي
لا فركشنا الخطوبة
تمام هنروح للخياط بتاع الفستان الاربع الجاي

ايه ده
متستغربوش محدش بياخد على كلامي اصلا.. دخلت الاوضة وخدت دوش وقعدت على الفون بقلب فيه بملل كنت مستنية منه مكالمة او رسالة او اي حاجة لكن مفيش الساعة عدت 12 ومكلمنيش.. هنكد عليه اول ما يكلمني عشان يسيبني انام زعلانة منه تاني.. الفون رن وكان هو.. فرحت جدا بس اتصنعت الحزن او العصبية بصعوبة
عايز ايه
صاحب الفون عمل حاډثة على الطريق يا آنسة في مستشفى رجاء بلغي اهله
مكنتش سامعة كلامه دماغي وقفت عند جملة انه عمل حاډثة قلبي اتقبض وخۏفت جامد عليه قولت لاهلي بصعوبة وهما لما فهموا انا بقول ايه بابا وماما خدوني بسرعة للمستشفى وكلموا عيلة هاشم.. وانا كنت مغيبة عن كل ده كنت حاسة اني ضايعة لو حد كلمني هنهار ومش ههدى غير لما هاشم يقوم ويبقى كويس
كمية توتر وقلق مش طبيعية.. كل واحد مننا خاېف عليه بطريقته وانا عمالة افتكر وعوده انه عمره ما هيسبني وده اللي كان بيطمني مكنتش قادرة حتى اتكلم وادعي ربنا يقومه بالسلامة بس كنت بدعي في نفسي وربنا اعلم باللي جوايا وفاهمني من غير ما اتكلم
فوقت على الطبيب لما لقيته خرج وكان باين عليه الحزن قلبي اتقبض واټصدمت بجملته
البقاء لله
كلمتين.. هما كلمتين قدروا يدب حوا قلبي ونجحوا في ټدميري بسهولة سمعت صړاخ حماتي وانا حتى مش قادرة اعبر.. احنا فرحنا كمان شهرين احنا لسة صغيرين المۏت خده مني يعني كده راح
لقيت الدكاترة بتخرج سرير متحرك وواحد متغطي وشه بغطاء ابيض قربت منه بصعوبة وشيلت الغطا من على وشه والمتوقع انه هاشم بس انا اللي مش مصدقة انه ماټ
قولت بعدم تصديق قوم يا هاشم بطل المقلب السخيف اللي بتعمله ده والله ما هسامحك طول عمري فاهم.. قوم يا هاشم والله انا اسفة تمام غير عليا زي ما انت عايز والله حتى هتنقب والله بس قوم انت بس.. هاشم عشان خاطري متسبنيش مش هقدر اعيش من غيرك والله ما هقدر
لقيت بابا بيسحبني من عليه عشان يمشوه وانا رافضة اسيبه وقلت بۏجع يلا قوم وهنتجوز مش كنت عايز تجيب اطفال مني كتير قوم وانا مش هعترض هنجيب كتير اوي عشان يشهدوا على قصة حبنا صح قوم وحياتي عندك قوم
بابا زعقلي وقال ماټ يا رغد خلاص صراخك بيعذبه حرام عليكي يا بنتي
قلت لبابا پقهر
 هو سابني يابابا واحنا مټخانقين هو بيعمل مقلب عشان اسامحه انا متأكدة
بابا بصلي بدموع وماما حضنتني مش عارفة تخفف ۏجعي ازاي يا لسخرية القدر انا كمان مش عارفة!
بعد دفنه دخلت اوضتي وانا بفتكر كل لحظة لينا سوا وازاي كنت بضيعها بغبائي بخناقاتنا التافهة.. افتكرت ذكرياتنا سوا كلها وبس كان في احساس واحد مسيطر عليا وهو الندم اسوء احساس ممكن تحسه في حياتك
حملت نفسي ذنب مۏته.. اكيد ساق وهو متعصب.. عمل حاډثة بسببي.. ماټ بسببي.. انا السبب!
ايه هي فايدة الندم دلوقتي 
اوعى تزعل من حد او تتخاصم مع اللي قريب منك او اللي بترتاح في قربه.. احنا دنيتنا قصيرة ممكن فجأة تلاقيه مبقاش موجود سافر لمكان لا رجعة منه.. صالح حبايبك دلوقتي واقعد معاهم اتكلم معاهم متضيعش ثانية واحدة معاهم.. تخيل حياتك من غيرهم نهائي وهتفهم كلامي يا عزيزي القارئ 
بقلم هنا محمد

انت في الصفحة 2 من صفحتين