رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
اقوله مين
قوليله نادين الراوي
أومأت لها وغابت لدقائق ليظهر هو متوجسا
افندم....
ردت نادين وهي تنكس رأسها
أنا صاة ميرال واك سمعت عني
ظل صامت يستمع لها بنظرات جامدة حين استأنفت هي
عايزة اتكلم
معاك لو سمحت
مد ه عوهم للدخول لتتقدم هي ونغم في حضور شهد والصغيرة التي ركضت قائلة بعفوية
أنت صاة طنط ميرال طب هي مجاتش معاكم ليه دي وحشتني اوي هي لسة زعلانة من حمود
قالها هو بصرامةجعلت الصغيرة تنصاع له دون اعترض...لتتناوب نغم ونادين النظرات بينهم فيبدو أن ميرال لم تبالغ في وصفه فهو صارم وهيئته جدية للغاية مما اشعر نادين بأن مهمتها ليست بيسيرة على الإطلاق
لطفت شهد الأجواء
يا اهلا بريحة الايب اتفضلوا
تشربوا ايه
ولا أي حاجة شكرا لت نظراتها له وتطلب بحرج
تعلقت ه بها بنظرة جادة جامدة اشعرتها بالتدني وجعلتها تود لو تنشق الأرض وتها لتتدخل شهد عندما طال صمته
اه طبعا البيت بيتك يا قمر اتفضلي في أوضة الصالون
قالت جملتها الأخيرة وهي تحثه على بها أن يسايرها وبالفعل فعل...و كثير من الاعترافات المتتالية منها وإبداء ندمها ثار هو و چرح بها وانبها بقوة مما جعلها تهرع خارجة من شقته وهي تبكي وبالطبع نغم تلحق بها
الو
اتاها صوت ميرال المفعم بالأمل
نادين أنت فعلا روحتي ل محمد ولا شهد بتخرف
اجابتها نادين بعرفان
دي اقل حاجة اقدر اعملها علشانك هو اه چرح فيا وسمعني كلمتين بس مش مهم المهم أنه صدقني يا ميرال
لو مصدقنيش مكنش انفعل كده واصلا لو بيك هيبقى عايز يصدق...وهيقدر يتخطى أي فوارق...و واضح من حمئته ليك انه حد كويس يا ميرال وبيك بجد...
تنهد ميرال واجابتها متأملة
بتمنى يكون كلامك صح يا نادين
تنهدت نادين بقوة وكادت تستأنف حديثها ولكن نظرة خاطفة نحو مرآتها كانت كفيلة أن تلحظ سيارته التي تعرفها عن ظهر قلب تتبعها...لتشهق بقوة وتتعالى وتيرة انفاسها پخوف لتهتف ميرال
اجابتها پذعر حقيقي وهي تز من سرعتها و تحاول أن تضلله
ميرال...عربية طارق ماشية ورايا...انا مړعوپة...
شهقت ميرال بقوة من الجانب الأخر وقالت بقلق
عارم
حاولي تهربي منه يا نادين ...واوعي توقفي العربية ولا تنزلي منها قوليلي أنت فين....
أنا في ط...
أما في الجانب الأخر كان ذلك المقيت يراقب تحركاتها بشكل مستتر حتى تحين له فرصة مناسبة وتكون بمفردها كي ينفذ مخططه وبالفعل وجد اللحظة المناسبة عندما انحرفت بسيارتها بأحد الطرق المختصرة التي نادرا ما يمر سيارات بها وكان هو بالمرصاد لها...
فقد صړخت بړعب حقيقي وهو يميل بسيارته يضيق حصاره عليها مستغل خواء الط كي يجعلها تتوقف ولكنها كانت تنفذ نصيحة ميرال وتحاول أن تتهرب منه ولكن في لمح البصر كان يسبق سيارتها و يتوقف بسيارته بتهور تام بعرض الط كي يعيق مسارها ليسقط الهاتف من موضعه وهي تتفادى الارتطام به و تضغط مكابح السيارة ببديهية وهي تشعر أن قلبها هو من توقف عن العمل وليس سيارتها ارتدت هي على آثار فعلتها حتى ان جبهتها اصطدمت بعجلة القيادة ونتج عنها چرح بسيط بجبتها لتتأوه وترفع
لتصل ل ميرال ها صدى صرخاتها التي شقت هدوء الليل عبر الهاتف وانبأتها بحدوث أمر جلل يعقب تبعاتها.
الثامن والعشرون
ما كل ما يتمنى المرء ركه .. تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
المتنبي
عايز ايه مني يا طارق
اجابها في حقد وبنبرة تقطر بالوع وهو ي على ها بة من حد
أنت فكرك هتعرفي تخلصي مني بالسهولة دي يانادو... أنا بك ومستحيل هسمح للغبي ده ياخدك مني...
زمجرت بين ته وصړخت به
وعلشان كده عايز ټفضحني مش كده
جز على نواجذه وقال ببسمة متغطرسة تنم كونه ليس سوي بالمرة
يبقى توقعي بمحله والغبية
فهمت ولما تيها حذرتك!
ايوة قالتلي و كشفتك على حقيقتك وعرفت نواياك الخبيثة
حانت منه بسمة مخيفة وقال بهسيس متوعد أمام ها
طب طالما اللعب بقى على المكشوف... متستعجليش في الحكم
عليا علشان لسه هصدمك
انت عايز مني ايه تاني!! كفاية يا طارق انا اعتذرتلك وفهمتك كل حاجة علشان خاطر ربنا أخرج من حياتي
قالتها بصړاخ وهي تتلوى بين ه مما جعله يد اكثر على ها بغل ويقول بكل غرور وعنجهية
مش بمزاجك...والكلمة الأخيرة ليا أنا... وللأسف انا مش مقتنع ومش ه بالهزيمة...
نفت برأسها بهلع وحاولت دفعه عنها بكل ما أوتيت من قوة ولكن ة ه كانت من حد على ها الذي ثناه لتوه خلف ظهرها ودون أي مقدمات اخرى كان يخرج من جيب بنطاله منديل ذو رائحة نفاذة ويكمم به أنفها تلوت هي بقوة وتشنج ها وهي تحاول أزاحة ه وحاولت تصرخ بكل صوتها ولكن كانت ة ه القاسېة كاتمة لها و عدة من محاولات بائسة منها تهدل ها وفقدت وعيها ما استطاع الظلام أن يسيطر عليها و يسها معه لدهاليز عتمته.
أما عن ذلك العاشق الذي ليس له ذنب سوى ه لها.
فقد غلبه شوقه وكان في تلك الأثناء في ط العودة للمنزل ما ترك عمله دون أن ينجزه على الأخير فقد اعتذر للمحامي عن إتمام الإجراءات وأخبره أنه سيستأنفها فيما على أمل أن يجلبها معه وينهي كل شيء بوجودها فقد حن ورق قلبه وشعر انه لا يطيق فراقها وقرر مفاجأتها بحضوره اليوم عوضا عن الغد حتى أنه تصنع انشغاله حين حاكته والدته كي لا يفتضح أمره.
ومضات عابرة لتلك الليلة جعلت بسمة حالمة تفترش ه فحقا فاجأته كثيرا حين أوصلته دون هوادة إلى حافة الهاوية...
مرر ه على ذقنه الحليقة دوما تباعا مع هز رأسه كي ينفض تلك الأفكار العابثة التي تكاد تفقده صوابه وتأجج مشاعره وتز من توقه لها فقد نظر نظرة خاطفة عبر المرآة لتلك الباقة الساحرة من الورود الذي احضرها ثم مد ه للمقعد بجانبه يت بأنامله تلك العلبة الضخمة المزينة بالستان الأبيض المطرز التي تحوي بداخلها فستان زفاف إنتقاه لها على ذوقه الخاص وتأمل أن يعجبها... فكانت لهفة قلبه تسبقه لها حتى انه وصل بوقت قياسي.
وتدلي من سيارته بشوق الدنيا أجمع ولكن نظرة سريعة لمحيط المنزل جعلته
يزفر حانقا وهو يلحظ عدم وجود سيارتها ليلعن حظه العسر فكم كان يوم أن يفاجئها ليتناول العلبة ويضعها في شنطة السيارة بالمؤخرة ويغلق عليها على أمل أن يحضرها حين عودتها...ويأخذ باقة الزهور ويلج لداخل المنزل يجد والدته تجلس أمام التلفاز غافية ليطفئه ويجثو على ركبتيه يربت على ها
ماما ايه اللي منيمك هنا
فاقت ثريا من غفوتها على أثر صوته وقالت بإبتهاج
ايه ده انت جيت امتى يا ابني
لسة واصل وكنت ناوي اعملها مفاجأة بس يظهر انها خرجت صح
اومأت له واخبرته وهي
تنظر بساعة ها تتفقد الوقت
اه يا ابني هي نغم جت اخدتها وقالت أنها هتقضي اليوم معاها و وعدتني انها مش هتأخرها
تنهد هو بضيق وقال وهو يعتدل به
بس يا امي الوقت فعلا اتأخر
طب كلمها واطمن عليها!
زفر بقوة وهو يخرج هاتفه ويطلب رقمها لعدة مرات ولكن لم يأتيه رد ليهدر بقلق عارم وهو يشعر بوخزة غير مبشرة في قلبه
مش بترد
طب كلم نغم ما رقمها معاك...
استجاب لأقتراحها وما أن هاتف نغم اخبرته انها غادرت...ليتملك منه القلق ويظل ور حول نفسه متوترا حين تحدثت ثريا
اهدى الغايب حجته معاه ...زمانها جاية
لا يعلم لم كان يعتريه شعور غير مريح حيال الأمر حتى انه كان يشعر بوخزة قوية في قلبه تنبأه أنها ليست على ما يرام ولكنه حاول أن ينفض افكاره السوداوية تلك التي تكاد تقتله ړعبة عليها وحاول التحلي بالصبر ولكن اتى رنين هاتفه ليؤكد مخاوفه حين لمح رقم غير مسجل على شاشته ليجيب بترقب
الو...مين
وحين أتاه غمغمات انثوية من الطرف الأخر تقلصت معالم ه وهمهم م استيعاب وبنبرة مضطربة تحمل خوف و قلق العالم أجمع
أنت بتقولي ايهمستحيل!
أما عن صا القناعات الراسخة كان يجلس بفراشه يثني ه ويسند رأسه عليه وهو شارد يسترجع ما حدث اليوم فلا ينكر أن مجيء نادين إليه فاجأه كثيرا ورغم كونه أنبها پحده ولكنها لم تتعند وجعلته بشكل ما يحترم شجاعتها فالأعتراف بالخطيئة نصف التوبة و حقا اثبتت هي ذلك حين استشعر صدق حديثها وندمها البادي عليها
فنعم هو ليس بساذج كي تخدعه وله نظرة ثاقبة تميز كينونة الشخص الذي أمامه...فقد زادت قناعاته إيمانا حديثها أن هي و مالكة قلبه ما هم إلا ضحاېا اسرهم و هواجس واهية خاطها الشيطان لهم كي يوقعهم بالمحذور...
ولكن حسنا لا أحد معصوم جميعا يخطئ ولكن دائما مغفرة ورحمة الله اكبر بكثير من فداحة خطيئتنا...
ذلك ما كان يستنتجه عقله ويزحزح به تلك القناعات ايطرة عليه حين
تعالى رنين هاتفه ليتناوله ورك أنها هي فكم كان يود أن
يبادر هو بطته ولكن هي دائما ما تكون المبادرة من نصيبها ودون تردد وعلى غير عادته بالآونة الأخيرة وجد ذاته يجيبها
الو ميرال...
ليأتيه صوتها المرتعش الذي ذكره باحتياجها له في موقف مشابه
حمود انا محتجالك يا حمود علشان خاطري تعالى...
هب من فراشه بخضة عارمة وتسأل بلهفة
مالك يا ميرال ايه اللي حصل انت كويسة...طب انت فين!
تعالى علشان خاطري هبعتلك Location
لم تضيف اكثر في حين هو ركض مسرعا كي يذهب لها ما أتته رسالة بموقعها على ذلك الط التي أخبرتها به نادين صړاخها...وها هو وصل لها في وقت قياسي وقد قصت له القليل وقد حاول طمئنتها تزامنا مع وصول يامن الذي هرع لسيارة نادين الخاوية منها و تتوسط ذلك الط الموحش صارخا بقلق عارم
نادين...فين...ايه اللي حصل ردي عليا...هي فين
أجابته وهي تتشبث بمقدمة السيارة كي تدعم وقفتها
هي كانت بتكلمني وين قالتلي عربية طارق ماشية ورايا
وأخر حاجة سمعتها كان صريخها...
صړخ يامن بها بهجوم وهو على حافة الجنون وبأعصاب تالفة
طارق مين وبتكلمك بناء على ايه انتوا مقاط بعض من شهور...
هنا تدخل محمد وأحال بينه وبينها بحماية هادرا
انا مقدر قلقك وخۏفك بس ممكن تهدى هي هنا علشان تساعدك تلاقي مراتك...
جز يامن على نواجذه يحاول كبح عصبيته والتروي قليلا حين
تلعثمت هي وتشبثت بظهر محمد وقالت أول شيء اتى بخاطرها كي تدافع به عن صديقتها
طارق يبقى