رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
فاهها وجحظت اها مما رأت فكان محيط المكان مفعم بأضاءة هادئة تبعث الراحة لل وتتزين الطاولات بالشموع وصوت موسيقى كلاسيكية ناعمة تنتشر بأجوائه مما
جعل بسمتها تتسع شيء فشيء وهو يخبرها أن ذلك الطابق يطلق عليه العاملين طابق العشاق و أن تعبر
عن مدى روعة المكان تجمدت نظراتها وتيبست قدماها وهي ترى صورة لها بعرض الحائط محاطة بأنوار خاڤتة تتركز عليها بطة رائعة ټخطف الأنظار
يامن ده أنا...
تنهد هو تنهة مسهدة وأجابها وهو يد على ها ويشملها بدفء اه
فرشنا الأرض ورد
ابتسمت هي بمجاملة بينما يامن هدر بجدية
معلش تتعوض يا حلمي وكويس أنك جيت عايزك تقعد مع نادين وتفهمها الشغل ماشي إزاي وخلي بالك هي مش هدلعكم زي و كلها ايام وهتبقى مكاني.
بهتت ملامحها لثوان أن يقول حلمي
أبتسم يامن وأجابه بمشاكسة
والله وأنا ما هصدق أرتاح منكم ومن مشاكلكم
اللي مبتخلصش...
قهقه حلمي بينما استأنف يامن
الحق لازم يرجع لصحابه هما أولآ بيه
أه حلمي
عند حضرتك حق بس اوعدنا كل ما تنزل اسكندرية تزورنا
أومأ له يامن واكد قائلا
أك يا راجل يا طيب
طيب تأمرني بحاجة تانية
أومأ له بطاعة بينما هي ما أن غادر همست بترقب
هو انت بتتكلم ليه كده كأنك هتسبني لوحدي
نفى برأسه وأجابها بثقة وهو يسير بها لأحد الطاولات القريبة
وقت ما تحتاجيني هتلاقيني وين متقلقيش الحج حلمي مش هي صغيرة أو كبيرة غير وهيفهمهالك بس
و الكثير من الوقت الذي مر عليها كانت تشعر
بالضجر ال حين استفاض مساعده وأخذ يشرح حيثيات العمل وحقا لم تستوعب حرف واحد مما حاول أن يوصله لها فكان عقلها وحتى نظراتها منشغلة بذلك المنكب على تلك الملفات على خطوات قليلة منها وكم حمدت ربها أن الآخر أنتهى أن صرع رأسها وغادر المكتب لتظل هي ثابتة على تلك الأريكة التي بزاوية بعة بمكتبه تراقب معالم ه الصارمة والجدية لحد كبير اثناء مناقشتة مع العاملين بسير العمل وإعطائهم أوامر قاطعة بتنفيذها وكم لامت ذاتها سابقا حين اتهمته بسوء إدارته وقللت من شأنه لم تمر دقائق وأنشغل مرة آخربمراجعة الأمور المالية مع المحاسب اؤول عن ذلك فكان يعمل دون كلل وبمثابرة غريبة جعلتها لا تستطيع أن تزيح باها عنه ولكن هو لم ينتبه لها بل كان يصب كافة تركيزه على ما يفعله.
أنت بتتعب اوي مكنتش فاكرة الشغل صعب كده وين ده شغل فرع واحد أومال بتعمل أيه في الفروع التانية وازاي عارف توفق بينهم كده
حانت منه بسمة هادئة وهمس بدفء ما أزاح الأرهاق عن ه
تأملته بنظرات نادمة تشعر بالخزي من ذاتها و ټلعن تشكيكها به كونه يطمع بها وينسب أملاكها له كما كانت تعتقد ولكن قد حدثها مساعده عن مثابرته التي رأتها بأم اها لتوها وعن كونه يبذل مجهود خرافي كي يصبح ذلك الصرح بهذا الشكل الرائع والمشرف وكم وبخت ذاتها حين ادركت أنه رغم مجهوده إلا أنه لم ينسب شيء لذاته بل أخبر كل العاملين أنه ليس المالك الأصلي بل أنه يره فقط والأغرب أن جميعا يعلمون كونها هي مالكته.
سرحتي في أيه
أنتشلتها جملته من شرودها مما جعلها تحاول نفض تلك الأفكار التي تؤلمها وتشعرها بالخزي من نفسها ثم أبتسمت بسمة باهتة لم تصل لاها وطلبت أول شيء جاء بخاطرها
أنا عايزة أروح أشوف البحر
أومأ لها ببسمة دافئة و وعدها بذلك عودتهم
أما عن صاة الفيروزتان فقد ظلت ملازمة غرفتها وقد قررت أن تعود
لعزلتها من دونه فكانت تشعر بحزن لا مثيل له تبكي تارة وتارة أخرى تنعي حظ قلبها فقد خذلها أكثر شخص لم تتوقع منه ذلك وكيف تفعلها وهو مالك قلبها صا المواقف الرجولية الحاسمة التي شكلتها من جد وأصلحت فسادها فحقا لا تستوعب إلى الأن كونه تخلى عنها بتلك السهولة وصرح بطة غير مباشرة انه لا يكن لها المشاعر فماذا عن نظراته الحانية
التي كانت تفيض بلأهتمام وماذا عن مؤازرته لها في أ أوقاتها وماذا عن أفعاله ونصحه واحتواءه وتحفيزه ومشاكسته الحثيثة لها
حقا تشعر أنها على حافة الجنون من تناقضه وكم حاولت أن تجد تفسير لكل ذلك ولكن دون جدوى فكان صراع محتد يقام برأسها ولا تستطيع ردعه حين تعالى رنين هاتفها بنغمة تخصصها لرقمه وعندها كفكفت دمعاتها وهرولت بلهفة عارمة تتناول هاتفها وهمست بصوت مازال يحمل أثار
البكاء
محمد...
أتاه الرد من الطرف الأخر مخالف لكل توقعاتها
أنا شهد يا ميرال أنا خليت طمطم تاخد منه التلفون بحجة اللعب علشان أكلمك وبصراحة أنا عندي علم باللي حصل بينكم
أفتكرتك هو
هو حالته صعبة يا ميرال من ساعة ما مشيتي وهو قافل على نفسه ومش عايز يتكلم
هو ليه بيعمل فيا كده يا شهد أنا به والله به ومش هعرف اعيش من غيره
هقولك بس عايزاك توعديني بحاجة الأول...
كانت تشعر بالتشتت والضياع في آن واحد فكيف لتلك القناعات والهواجس التي عششت بداخلها لسنوات أن تندثر بيوم وليلة وتدرك كونها جميعها بالية حقا الأمر يصعب عليها تصديقه او استيعابه دفعة واحدة فمن ناحية والدته التي لم تخدع ابيها كما اعتقدت وتزوجته من والدتها ومن جانب أخر علمها بمرض والدتها واستسلامها وكون كافة الخلافات التي كانت تدور بينها وبين أبيها جميعها كانت لأجل أن تخضع للعلاج وليس كما اعتقدت هي أما هو فقد أدركت كونها كانت تتحامل عليه هباء وتتجاهل مشاعره وعطائه ولا تقدر احتوائه لها في سبيل ذلك الأنتقام اللعېن الذي لامحل له من الصحة وكم لعنت ذاتها على غبائها فاليوم اقتلع كافة قناعاتها وأثبت لها دون قصد أنه لن يطمع بها ولا بأموالها بل أن أملاكها عبء ثقيل على كاهله.
كان ذلك ما ور برأسها وهي تجلس بجواره تتأمل على مداد بصرها مياه البحر الهائجة التي تشابه ثورة دواخلها بينما هو كعادته احترم
صمتها واراد أن يعطيها مساحتها الخاصة ولا يتطفل عليها فقط كان يجاورها يستمتع بتلك اللفحات الباردة التي تثلج قلبه المولع بها رغم كل شيء فنعم اندثر غضبه وحاول أن يتناسى كل ما مر به معها سابقا فوالدته أخبرته بدوافعها ورغم أنه كان يود أن يعاتبها بشأنها ولكنه فضل أن تبادر هي عندما تكون مستعدة لذلك وبالفعل توقعه كان بمحله حين همست هي
كنت عارف أن أمي هي اللي طلبت من مامتك تتجوز أبويا
تناول نفس عميق وأجابها
اه كنت عارف
لتعاتبه هي
وليه مقولتليش...
نظر لها وقال بنبرة رغم ثباتها ولكنها استشفت بها عتاب خفي
علشان عمري ما جه في بالي أن تفكيرك يوصل بيك لكده ولا كنت اتخيل انك تظني في أمي ظن سوء رغم كل اللي عملته علشانك
زاغت نظراتها ونكست رأسها وبررت وهي تشعر بالخزي من ذاتها
بس أنا مكنتش أعرف بمرض أمي ومكنتش اعرف بالتفاصيل دي كلها
لتغمض اها بقوة وتوضح دوافعها قائلة
أنا كل حاجة كانت مفروضة عليا وأولهم فراق أمي وسكوت ابويا حتى أنت كنت مفروض عليا علشان كده کرهت حياتي ونقمت عليها واتمردت عليكم
لتتنهد بتثاقل وتضيف سبب خزيها مسبوق بدمعاتها
بس طلعت غبية وظلمتكم و عارفة انكم کرهتوني وعمركم ما هتسامحوني ابدا
كانت تتحدث ومع كل كلمة دمعة حاړقة تهطل من اها وهي حقا ټلعن غباءها وټندم على كل افعالها المخزية بينما هو وقف مواجه لجلستها وكوب ها قائلا بنبرة حنونة متفهمة لأ حد
ششششش اهدي دموعك بتقتلني يا نادين...انسي وارمي اللي فات ورا ظهرك وافتحي صفحة جدة مع نفسك وإذا كان على أمي هي بتك ومش زعلانة منك ومهما عملتي مش هتكرهك علشان محدش بيكره ولاده.
وأنت
اللي ي ميعرفش يكره ومبيعرفش غير يسامح وقولتلك كده أنت الروح لروحي يانادين و وجودك هو دليل حياتي
حانت منها بسمة مټألمة من بين دمعاتها وهي تشعر أن ذلك ال الذي يفيض من ه و يشع من حديثه هي ليست جديرة به ولا تستحقه بالمرة فيكفي أنها تذكرت ذلك اللعېن طارق وما أقدمت عليه في سبيل انتقامها وهواجسها الواهية لذلك همست بخزي من ذاتها وبنبرة مرتعشة واهنة يحفها الندم
بس انا مستهلش ك...
انا مستهلش حاجة ابدا...يارتني مۏت مع أمي ولا كنت عملت كده فيك وفيا
الشړ عليك إياك أسمعك تقولي كده تاني
نكست نظراتها ولم تستطيع مواجهته ولكنه باغتها صارما وهو يثبت رأسها لأعلى كي يرى اها بوضوح
بصيلي...وبطلي عياط أنت قوية وعمري ما هسمحلك تضعفي وانا جنبك...أنت مش وحشة ومش
معنى أنك غلطتي تبقي متستهليش كلنا بنغلط ومحدش معصوم من الغلط وكلنا نستاهل فرصة تانية...أنا كمان غلطت و عايزك تسامحيني كنت غبي عمري ما حاولت اعرف سبب نفورك مني وكرهك لأمي وكان كل اللي شاغلني ازاي اكبح تمردك واقف قصاد عنادك ومجاش في بالي ان ممكن يكون ليك دوافع وكل اللي بتعمليه ليه سبب... أنا بجد آسف لو اتعمدت اخوفك واهددك بس صدقيني كان غرضي أخليك بوجودي جنبك وتحسسيني إني
الوح القادر على حمايتكوآسف كمان علشان خليتك تخافي مني
اندثر نحيبها وظلت تطالعه بنظرات مغلفة بال وصافية لا تحمل أي ضغينة لأسبابه التي عددها ليستأنف هو حديثه بنبرة واهنة مټألمة تنم عن أن ما سيصرح به أكثر شيء لا يتمنى حدوثه
بس اوعدك عمري ما هكرر أخطائي تاني ولا هفرض نفسي عليك والقرار لسة بإك وأنا عارف أنك تقدري تتخطيني وتبدئي من جد
أنت فعلا غبي ...علشان
مقدرتش تفهم إني كنت بعاند نفسي وبكابر علشان مستسلمش لك أنت كنت السبب في الحړب اللي كل يوم تقوم جوايا بين عقلي اللي رافض سيطرتك وسلطتك عليا وبور على أي طة يتمرد بيها عليك وبين قلبي اللي عصاني و ك
كان يستمع لها بملامح موهة غير مستوعب كونها تكن له المشاعر وتعترف الآن بكل طواعية به فكان الأمر يصعب عليه استيعابه لذلك تساءل بترقب
قولتي أيه
أجابته بصدق وبنبرة حالمة مغلفة بالمشاعر وهي تمرغ ها بكف ه كالقطط بوداعة
لو كان الزمن رجع بيا تاني كنت هختارك أنت ....أنا بك يا يامن بك
دمعت اه وكاد يظن انه