الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 34 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

البت طمطم حكتلي عليها طب ما تقول كده من الصبح
أومأ لها بتأك وأضاف برجاء محسوس 
علشان خاطري يا شهد استيها كويس وري بيها وبلاش جنانك ده
تنهدت شهد وأجابته وهي تضيق اها 
من ي يا اخويا انت تأمر بس لو طلعت معوجة ومناخرها في السما هكرشك أنت وهي وطمطم ذات نفسها
امال علب الدوا اللي في الأرض دي ايه
انزلت ها بترقب ثم أجابته بنبرة مخټنقة وب منكسرة واهنة تفر منها دمعات متباطئة 
عندي صداع وكنت بدور على حاجة تضيعه بس ملقتش...ولما أنت خبطت العلب وقعت من اي على الأرض
الإنكسار الذي كان يظهر جليا على هيئتها وها الدامية التي تأكد كون بكائها استمر لوقت كبير
وغير مفتعل وجعل قلبه يتوسله
كي يعود ل لينه ويرأف بها و ان يصدر منه كلمة واحدة كانت تتحرك بتؤدة مبتعدة عنه وهي تمسد جبهتها وتسير نحو غرفتها
يالهوي يارتني ما نطقت باين عليا حسدتك
زجرها محمد كي تكف عن مزاحها واها عنه منزعج 
يا ستار عليك خلاص بقيت كويس وبطلي هزار البوابين ده كنت هتموتيني
لوحت شهد بها وجلست قائلة وهي تغمز له باها 
يعني ده جزاتي كنت هتروح في شربة ميه قولت ألحقك
هز رأسه بلا فائدة فهو يعلم ماذا تقصد بحديثها لذلك زجرها وقال ببسمة متوعدة تعلم ما يحل ها 
خلاص يا شهد حصل خير بطلي رغي وكلي وي الضيفة تاكل
بدل ما أقسم بالله هعلقك زي ما بعلق بنتك في النجفة
قهقت الصغيرة
بينما تراجعت شهد ومطت فمها وأنبته وهي تدعي الحزن 
كده يا حمود اختك يبتك تهون عليك تهزقها قدام المفعوصة دي
حانت منه بسمة مشاكسة وقال بحنان اخوي يكفي العالم أجمع 
لا متهونيش طبعا ده انت تاج راسي يا ام الاوزعة
امتعض الصغيرة واعترضت وهي تربع ها بنزق طفولي 
يوووه أنا مش اوزعه
رفع حاجبيه وقال مشاكسا وهو ينهض 
حقك عليا يا ام نص لسان...انا شبعت هقوم اعملكو كوبيتين شاي كشړي أنما أيه عجب
أته شهد بينما هي تساءلت بكل عفوية 
شاي وكشري طب ازاي بتحط بدل السكر عدس و رز
قهقه بكامل صوته وشاركته شهد وحتى الصغيرة مما جعلها تشعر بالحرج ال وتقول متلعثمة 
هو يظهر انا فايتني كتير ... مش كده!
اجابها هو مشاكسا 
كده ...بس معذورة أصلك من
كوكب تاني بس هفهمك وامري لله هو مش كشړي بالمعنى الحرفي هما سموه كده علشان بيتحط الشاي والسكر وين يتحط عليهم الميا المغلية على البارد كده من غير ما يغلوا مع بعض لكن طعمه شاي عادي زي بتاعكم
أومأت له بتفهم بينما الصغيرة عقبت في لماضة 
ده انت باين عليك ابيضة خالص يا طنط ميرالومتعرفيش حاجة
قهقهوا جميعا على مشاغبتهم سويا
بينما ضړب هو كف على آخر متمتا بغيظ 
ماشى يا طمطم الكلب مش هك غير لما اقصرلك لسانك ده... بقى انا يا طويلة ...ولا التانية اللي بتقولي عدس ورز وبتقولي فايتك كتير ده فاضل شوية وتقولي متنساش الكمالة وبتزعل لما بقولها أنت من كوكب تاني.
عن زعل يتحدث هو! كل ما في الأمر أنها لا توده دائما يشعرها باختلافها عنه لذلك بررت وهي تدثر طمطم 
انا من نفس الكوكب بس أنت اللي
ليك مصطلحات غريبة بحاول أفهمها
كاد أن يرد لولآ أن شهد قاطعته 
خلاص يامحمد وهي هتعرف منين كلامك ده بطل و روح اعمل الشاي ومتنساش القرنفل
هز رأسه بشكل درامي وقال وهو مازال محتفظ ببسمته المشاكسة 
كان يشاهد ما يحدث من جلسته خلف المقود ولكنه لم يشأ أن يتدخل فتلك الصفراء لا يروقه طة حديثها بتاتا ويغشى أن يزلف لسانه معها
ولكن لسوء حظه أنها بادرت بفتح باب السيارة وقالت بنبرة آمرة استفزته 
انزل وقولي الهانم دي كانت فين
تدلى من السيارة وهو يلعن ذلك الموقف الغبي الذي وضعته به فماذا يخبرها الان أيخبرها انها كانت بمنزله! لا بالطبع لن يفعل بل حاول ان يتصنع الجهل قائلا 
انا سواق مش دادة حضرتك وكل اللي بعمله إني استناها في المكان اللي بتقولي عليه لكن معرفش بتروح فين
اعتلى حاجب دعاء بغيظ وحذرته 
اسمع أنا مش مرتحالك واظن أمرتك 
كده توصلي كل تحركاتها بس أنت طنشت وانا صابرة عليك بس علشان اختك لكن قسم بالله لو ما تكلمت وقولتلي الهانم دي بتعمل ايه من ورانا لكون طرداك وقاطعة عيشك
جز على نواجذه بقوة كي يتحكم بلجام نفسه ولكن كان الأمر ليس بيسير عليه فقد وجد كبرياءه ېصرخ قائلا دون أي تفكير بعقابات شيء 
قولتلك كده الأرزاق على الله يا هانم وين انت مش ولية
أمرها ولو في حاجة أنا بنفسي هبلغ فاضل بيه ابوها
اغتاظت من حديثه وهدرت 
بس أنا مرات باباها ومن حقي...
لأ مش من حقك ...انت مش أمها بلاش تعيشي دور مش بتاعك يا هانم...
قاطعها هو بحمئهة ودفاع مستميت جعلها تهدر بتعالي وهي تستشيط غيظا منه 
انت واحد وقح وانا غلطانة إني عطفت على أمثالك أتفضل أنت مطرود واستغنينا عن خدماتك وياريت متورناش وشك تاني...
استغفر ربه بسره ثم قال وه يشتعل بها الڠضب 
تعرفي لو مكنتيش واحدة ست أنا كنت عرفت ارد عليك
شملته بنظرة متدنية وقالت باشمئزاز وهي تؤشر بسبابتها صعودا وهبوطا على هيئته 
انا اللي غلطانة إني عملت قيمة لأمثالك
امثالي يا هانم اللي مش عجبينك كنت انت واحدة منهم ياريت متنسيش اصلك وإذا كان على الشغل يغور مبقاش يلزمني اصلا
ليخرج مفتاح السيارة ويفتح التابلوه الخاص بها يخرج رخصتها ثم بكل كبرياء وعزة نفس ناولها إياهم قائلا بنبرة قوية اجفلتها 
شكرا لعطف سعادتك الله الغني يا هانم...
ذلك آخر ما تفوه به أن يغادر ويقرر أن لا عودة من جد إهانته فحديث تلك الصفراء له كان بمثابة صڤعة قوية ليعرف حجم ذاته.
ورغم صرخات قلبه م ترك من ملكته إلا أنه أخذ يقنع ذاته أن ما حدث كان صائبا ولابد أن يبتعد فتلك الفوارق الطبقية بينهم اسوارها عالية يصعب عليه تخطيها لذلك لايجب أن يغشم حاله اكثر ويغرق بها دون أمل.
ملابس له كي يذهب ل رهف كي يبرر فعلته ولكن عندما فتح الخزانة لم يجد شيء بها مما أثار حنقه للغاية وجعله يصيح مها ولكن لم يأتيه رد لذلك خطى نحو غرفة نومهم وما أن فتح بابها وجدها تسقط في سبات عميق ولم تلق بال لشيء وكزها بغيظ قائلا 
منار فين هدومي
تأففت هي اثناء نومها وست الوسادة تضعها على ها قائلة والنعاس يسيطر عليها 
افففف بقى عايزة انام بتصحيني ليه
احتدت نبرته وقال پحده وهو ينزع الوسادة عنها 
قومي وكفاية دلع فين هدومي
تأففت من جد ولوحت بها بلامبالاه واخبرته 
يوووه لسة في الشنط
بيعملوا ايه في الشنط لسه مش المفروض يترتبوا في الدولاب
نفخت هي أوداجها وقالت وهي تنفض الغطاء عنها كاشفة عن ذلك القميص النبيذي الذي يكشف أكثر مما يخفي .
ده مش شغلي انا يا سونة ده شغل الخدامة وأنت لغاية دلوقتي مجبتليش حد اعملك ايه يعني
لم يكن بمزاج يسمح له أن يلق بال لهيئتها بل استغرب حديثها وقال وهو يعقد حاجبيه 
افندم ...أنت مراتي و ده شغلك وين خدامة ليه انا متعودتش إن يكون حد غريب وسط بيتي ويق حريتي
تنهدت ثم قالت بعتاب وبنبرة متصنعة تدعي الحزن 
انت مش بتني ومش بتفكر في راحتي...وين مش كفاية مزعلني ومنكد عليا وانا لسه في شهر العسل
قالت آخر جملة وهي تخفي ها وتتصنع البكاء مما جعله يزفر حانقا و يجاورها مبررا 
انا مش ناقص نكد واللي فيا مكفيني وين انا جوزك مفهاش لو امتصيت ڠضبي واتحملتيني
رغم تبجحه حتى في تبريره ولكنها تداركت الأمر بدهاء ما ازاحت ها عن ها وراحت تجلس على ساقيه هامسة بنبرة باكية 
انا مش ب العڼف اوعدني متكررش اللي حصل ده تاني و تزعلني منك انا بك يا سونة
خلاص حقك عليا
خلاص سامحتك... اصلك وحشتني اوي يا سونة
ا ه بتوتر تيه أن تضطره أن ينجرف
معها وتحجج قائلا 
انت كمان يا قلب سونة وحشتيني بس أنا لازم انزل علشان عندي مشوار مهم
خرجت من بين يه واعتلى حاجبيها بتساؤل 
مشوار ايه إن شاء الله
أجابها وهو يحاول أن يبدو ثابت في رده كي يقنعها 
هروح اشوف الولاد واطمن عليهم ومش هتأخر
التوى ثغرها وزفرت قائلة 
ماشي بس متتأخرش عليا علشان بتوحشني
أومأ لها ونهض من جانبها هادرا 
طب انا هروح اشوف فين الشنط وانت حضري الفطار
نفت برأسها واخبرته بلا مبالاة 
انا مش ب افطر لو انت عايز اعملك ساندوتش أنا هكمل نوم
قالتها وهي تتمدد من جد وتوليه ظهرها ليزفر هو حانقا ويت
للغرفة كي يفض الحقائب ويرتدي ملابسة وما إن انتهى اتاه صوت جرس الباب وتلاها خبطات قوية عليه جعلته يهرول متوعدا 
في ايه يا اللي بتخبط ما براحة...
ا باقي صراخه بجوفه عندما فتح الباب و وجد اثنان من العساكر يرتدون الزي الرسمي ويقفون أمام باب منزله و أن يسأل ماذا يرون بادر واحد منهم قائلا بنبرة قوية اجفلته 
أنت حسن طايل
جف حلقه واجابه ب زائغة 
ايوة أنا في ايه ...
أجابه العكسري برسمية وهو يباغته وي على ه ويسه للخارج 
اتفضل معانا عندنا أوامر بظبطك وإحضارك للقسم فورا
العشرون
لا بقليل من الحزن في مقابل أن
تتخذ قرارا صحيحا تبني عليه حياتك أحيانا تكون القرارات القاسېة هي السبيل الوح لواقع أفضل و حقيقي الوقت يعالج كل شيء و يهدم كل شيء حتى الذكريات الجميلة و أنبل العواطف ټموت و يحل محلها نوع من الحكمة الباردة التي تجعل كل شيء يهدأ
أحمد خالد توفيق
كانت متحمسة للغاية لرؤيته حتى أنها لم تعطي أهتمام لتناول الفطور مع أبيها وزوجته رغم إلحاحه عليها بل كانت كل ما توده هو أن تراه وتنعم بصته تجهمت معالم ها عندما لم تجده بداخل السيارة ينتظرها فأخذت تبحث عنه بمحيط حديقة القصر لعله هنا أو هناك ولكن بلا جدوى لتقرر أن تسأل الحارس عنه قائلة
هو محمد مجاش النهاردة
هب الحارس من موضعه أمام البوابة وأجابها
لا ياهانم محمد أمبارح مع ست دعاءو مشى
تقلصت معالم ها و أن يكمل حديثه كانت تهرول للداخل من جد هادرة بنبرة هجومية لزوجة ابيها
انت اللي طردتيه مش كده ازاي تاخدي قرار زي ده من غير ما ترجعيلي
رمقتهادعاء ببسمة متشفية وكادت ترد لولآ تدخل فاضل بمحاولة بائسة منه أن يهدأ روعها
اهدي يا بنتي متعصبة ليه كده
كادت ميرال تجيبه لولآ أن دعاء
سبقتها قائلة بنبرة تحمل خبث مقيت بين جنباتها وهي تدعي عليه كي تجعل عودته مستحيلة للعمل مرة آخرى
السواق ده أنا اللي مشغلاه وأظن إني أنا برضو اللي مشيته مش فاهمة فين المشكلة وين الولد ده وقح وقل أدبه عليا وكان لازم اطرده
دافعت ميرال تماتة عنه
محمد مش قليل الأدب واك أنت اللي استفزتيه وين هو من يوم ما جه هنا وهو شغال معايا وانا مرتاحة معاه ليه تمشيه
تكاثرت الشكوك برأسها من
33  34  35 

انت في الصفحة 34 من 93 صفحات