الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 31 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

لا تفكر بشيء فقط تدعو لها تاركين خلفهم تجمع جيرانهم الذي انتشر بينهم الكثير من الهمهمات والأقاويل المتعاطفة.
ممكن تهدى علشان أفهم
قالها يامنبنفاذ صبر ما
حضر حسن لتوه وظل ور حول نفسه كالثور الهائج
ليجيبه هو بانفعال 
أنا ازاي كنت مغفل
كده...دي خططت ونفذت وأنا شبه الأهبل مخونتهاش
يا اخي اهدى بقى خيلت امي فيها ايه يعني لما خدت شوية فلوس من حسابك
_أنت هتقولي فيها ايه بقولك الهانم سرقتني وست كل فلوسي ده غير أن بنت عمها مقويها ومخلياها عايزة تتطلق
تناول يامن نفس عميق وقال تغراب 
انا مش مصدق أنك بتتكلم عن رهف!
ليتهكم حسن ما صدر من فمه ذلك الصوت الساخر المعتاد 
لأ صدقرهف الطيبة المنكسرة اللي كلكم كنتوا بتيجو عليا علشانها طلعت خبيثة وسرقتني لأ وكمان سابت البيت وبتقولي مستحيل ارجع اعيش مع واحد زيك...
زفر يامن بقوة وقال بفطنة وبنبرة ماكرة 
بقولك ايه متلفش وتدور عليا أنا حافظك كويس ...هات من الأخر وقولي عملت أيه وصلها لكده!
زاغت حسن بتوتر ومرر ه بخصلاته الفحمية وهو يتيقن أن لا مفر من إخباره بالحقيقة كاملة ولذلك تحاشى النظر له وقال بنبرة مهتزة بعض الشيء 
ما أجرمتش ...انا عملت زي ما شرع ربنا قال واتجوزت...
جعديامن حاجبيه وكرر م استيعاب 
اتجوزت ...
أكد حسن باقتناع تام 
ايوة اتجوزت ده حقي وين هي اللي كانت مقصرة معايا و اضطرتني لكده
ضړب يامن كف على آخر وتمتم م رضا موبخا اياه 
مقصرة ايه يا ضلالي دي مراتك قاة صوابعها العشرة شمع علشانك...بطل بقى ترمي عليها واتقي الله واعترف أنك أنت اللي دني وميملاش ك غير التراب
لوح حسن به وقال وشيطانه يغشى على
انا مش دني انا يت منار وين مبسوط معاها ورهف ڠصب عنها لازم تت الوضع برضاها او ڠصب عنها خلاص اللي حصل حصل مفروض تعيش وترضى وتربي عيالها
تأفف يامن من طة تفكير ابنة خالته العقيمة وقال بجدية ة 
أنت قررت تتجوز وتستغل اللي الشرع حلله ليك بس هي كمان من حقها تختار يا ت او متش وصدقني في الحالتين انت اللي خسران لأن لو ت هتفضل تنغص عليك عيشتك و عمرها ما هتنسى أنك كسرتها واتجوزت عليها ولو متش وصممت على الطلاق يبقى شتت عيالك و خربت بيتك وضيعت الست الأصيلة اللي طول عمرها مستحملاك رغم طباعك الزفت
زفر يامن بقوة من تجبر
ابن خالته وهدر قائلا بحدة 
أنت باين عليك اټجننت عايز تغصبها وتلوي ها بالعيال علشان تت جوازك ده إيه الجبروت اللي أنت فيه ده يا اخي! وين ما الفلوس
بتاعتها وكل اللي انت وصلتله ده كان بفضلها ولا أنت نسيت
لم يعجبه الحديث وانفعل قائلا بحمئة غبية 
يوووه بقولك ايه انا غلطان اني جتلك وأنا عارف أنك عمرك ما هتفهمني ولا هتقف في صفي...ليصدر من فمه ذلك الصوت المتهكم ذاته ويقول بفظاظة أثارت اعصابيامن على الأخير 
وين محموق اوي وعامل فيها حامي الحمى واللي يشوف كده ميقولش أن العز اللي أنت فيه ده مش من فلوس مراتك اللي اتجوزتها وهي مڠصوبة عليك ومبتكش ورغم كده لسة عندك أمل تبصلك نظرة رضا واحدة علشان تترمي تحت يها
شعر أن بركان نيرانه مستعرة تنهش به حديثه وزمجر بطة تدل على أنه يحاول كظم غيظه حين قال وهو
يرفع سبابته أمام ه بتحذير 
كلمة كمان يا حسن وقسم بالله مهيحصلك طيب
متعرفش تعمل حاجة و ده أخرك
وين متعملش عليا راجل وروح اتشطر على اللي أنت مش قادر تحكمها الأول
لكمة عاتية كانت رد يامن الرادع له حديثه المقيت الذي أصاب صميم كبريائه ببراعة وتلاها صراخه به بنبرة حادة منفعلة للغاية 
أنا راجل ڠصب عنك على الأقل انا عمري ما ه على نفسي ولا على كرامتي أخد قرش واحد من فلوسها وحقها هرجعه على داير مليم لكن الدور والباقي عليك اللي أخدت فلوسها وروحت اتجوزت عليها بيهم... ولأ كمان مش عاجبك وبتبجح وعمال ټجرح يمين وشمال ومش عامل حساب لأي حاجة...يا جبروتك يا اخي
كان حسن موها من ردة فعله غافل أن بحديثة ذلك كشف الستار عن بواطن الألم بقلب يامن وعزز سبب شقائه.
ليقول بتأهب وهو لك فكه ويحركه يمينا ويسارا كي يخفف من وطأة الألم الذي احتله أثر لکمته 
هي حصلت تمد اك عليا طب واللي خلقك لقطعهالك يا
سبه بلفظ نابي جعل يامن يستشيط ڠضبا ولكن الأخر لم يكتفي بذلك بل اندفع
كي يهجم عليه وإن كاد الشجار يحتد أكثر بينهم صړخت ثريا واندفعت تحيل
بينهم 
يالهوي ... يالهوي هي حصلت تمدو اكم على بعض صلوا على النبي يا ولاد ايه اللي حصل
صاح يامن بحنق وهو يؤشر به على الأخر 
اسألي الحيوان ده وشوفيه قال ايه
تسألت ثريا بجزع وهي ت نظراتها ل حسن 
ايه اللي حصل يا بني ليه تقفوا لبعض كده ده انتوا طول عمركم اخوات
تأفف حسن وأخبرها بحدة 
ابنك اللي استفزني لما نسى إن
أنا اللي ابقالو و واقف في صف الخبيثة مراتي اللي سرقتني
لم تستوعب ثرياماتفوه به وتساءلت من جد 
ازاي يا ابني رهف سرقتك فهمني
لم يمهله يامن الفرصة لكي يوضح لها بل اندفع قائلا 
البيه اتجوز عليها وزعلان علشان خدت فلوسها اللي ادتهالو وطالبة الطلاق
لطمت ثريا ا وشهقت متفاجئة بينما استأنف يامن وهو ي حديثه له بحدة 
تصدق وتؤمن بالله انت مش بني ادم انت انسان براس تور ومراتك خسارة فيك وليها حق تطفش من بجاحتك و وكلامك اللي زي السم
قالها بإنفعال وهو يغادر المنزل بأكمله كي لا تثور ثائرته أكثر...
تارك ثريا تعاتب الأخر الذي كان يقف ب تقدح بنيران الڠضب 
اللي بيقوله يامن ده صح يا ابني
تأفف هو ساخطا ولوح به هادرا بتبجح دون أي لباقة او احترم لتلك السة الماثلة أمامه 
يووووووه أنتوا فلقتوني ....اه صح ومحدش ليه فيه وانا غلطان اصلا إني جيت البيت ده
قالها وهو يخطو نحو الخارج بخطوات واسعة يتأكلها الڠضب وكأنه فقد تقدير الأمور بداخله أن تسيطر على كافة قراراته وتلغي عقله فهو يظن أنه لم يخطئ بتاتا وأن خطيئته مبررة غافل كونه فعل كل ذلك فقط كي يرضي غرور الذكر الذي بداخله ويشعره بالكمال.
أما في ااء فكانت مازالت تلازم الفراش ولم تتعافى كليا حين أتت ثريا واحضرت معها الطعام ووضعته بجانبها
لاحظت نادين وجوم ها واستغربت كونها لم تتحدث معها فقد كانت تجلس بذلك المقعد القريب من فراشها وتحاول جاهدة أن تهاتف رهف لتطمئن عنها ولكن بلا جدوى فهاتفها مغلق مما جعل القلق ينهش بقلب ثريا التي كانت ملامحها متهدلة ورأسها منكس بحزن بين أثار فضول نادين وخاصة انها استمعت لصړاخ يامن خارج غرفتها ولصوت حسن ايضا ولكنها لم تستشف شيء محدد 
لذلك تساءلت ب زائغة 
خير يا مرات بابا هو ايه اللي حصل
تنهدت ثريا وأخبرتها ى 
مش خير يا بنتي حسن اتجوز على مراته ويامن ما رضهوش الوضع
حانت منها بسمة ساخرة وقالت مستخفة 
وفيها ايه
تعجبت ثرياوقالت بتلقائية ة دون أن تفكر بتبعات حديثها 
ازاي بس يا بنتي ده خرب بيته بإه ومفكرش في ولاده ولا في مشاعر مراته اللي طول عمرها سنداه و واقفة جنبه دي غلبانة و متستاهلش كده ابدا
دفاعها اتميت عن رهف ورؤيتها لها كضحېة كان
بمثابة نزع فتيل لذلك البركان الخامل من الذكريات البائسة بداخلها فكيف تدعي المثالية الآن وهي ارتضت على أمها نفس المصير من لذلك باغتتها متهكمة 
وأمي هي اللي كانت تستاهل مش كده يا مرات بابا
رغم تهكمها ولكن صدر سؤالها پقهر وبنبرة متخاذلة جعلت ثريا تنفي برأسها وتغيم اها قائلة ى 
أمك دي كانت ست الناس كلها وكانت تستاهل كل خير وربنا يعلم كنت بعزها أد أيه
يالك من سة عطوف ذو قلب حاني حقا إن لم أكن على يقين تام أنك سبب نكبت والدتي لكنت صدقت تلك البراءة التي تقطر من حديثك
ذلك ما كان ور برأسها وهي تطالعها ب لائمة احزنت ثريا وجعلتها تتيقن أن تلك هي اللحظة المناسبة لتبوح لها.
بينما نادين لم تصمت واستأنفت بنبرة كارهة يحفها لوم مقيت نهش قلب ثريا 
وعلشان كده خطفتي جوزها وموتيها بحسرتها
دافعت ثريا عن ذاتها 
انا يا بنتي حرام عليك انت ظلماني
احتدت نبرة نادين وهي تفرغ ما بجعبتها 
محدش اتظلم غيري انا وامي يا مرات
بابا ....امي كانت بسببك مش بتنام ودمعتها مكنتش بتنشف على خدها...أنت اللي كرهتيها في الدنيا لما عصيتي ابويا عليها وخلتيه كل يوم يتخانق معاها بسببك
فرت دمعات ثرياهاربة على وجنتها واستنكرت 
محصلش... مكنش بسببي ... في حاجات كتير أنت متعرفهاش يا بنتي
نفت نادين برأسها وقالت وهي تضع صنية الطعام اعلى الكومود و تحاول أن تنهض من الفراش 
مش عايزة أعرف ومعنديش استعداد اسمع منك حاجة وحتى لو سمعتك مش هصدقك
ثريا تحاول أن تستعطفها قائلة 
علشان خاطري يا بنتي اسمي انا عمري ما كنت وحشة كده ربنا وحده اللي يعلم أمك كانت زي اختي ومن يوم ما عرفتها وانا واقفة جنبها وعمري ما أذتها ولا شافت مني حاجة وحشة...اسمي يا بنتي وانت حرة يا تصدقي يا لأ بس المهم إني أكون ريحت ضميري
حانت من نادين بسمة مټألمة لا حد فعن أي ضمير تتحدث هيوتعمدت أن تترك الفراش كي تبتعد وتوفر عليها عناء أن تحيك كڈبة واهية تقنعها
بها وتدافع بها عن ذاتها ولكن ثريا لم تيأس وقالت بصدق 
انا كنت ا واحدة لأمك ما ټموت مكنتش بترتاح لحد غيري... وعلشان كده انا أول حد عرف بخبر مرضها اللي كانت رافضة تقوله لحد حتى لأبوك وقتها
جعدت نادين حاجبيها المنمقين وقالت مستنكرة 
أنت بتقولي ايه امي مكنتش تعبانة
نفتثريا برأسها وتقدمت منها عدة خطوات تسها معها كي تجلسها بجوارها واستأنفت 
صدقيني يا بنتي انا مش هكدب عليك ...لتتنهد بعمق وهي تتذكر تلك الذكريات الحزينة التي كلما تذكرتها تشعر بلأسى على رفيقتها وتستأنف ب باكية 
امك كانت ست مفيش منها اتنين
وكانت علاقتنا ببعض زي الأخوات كنا بنزورها وبتزورنا كان بينا ود زي الأهل بالظبط لغاية ما جه فترة عليها حالها اتقلب و مبقناش عارفين مالها وزنها كان بيقل وعلطول حزينة وسرحانة ده غير انها بقت منعزلة وحابسه نفسها في البيت ولما كنت اروح ازورها كانت تقعد ټعيط وتقولي انها حاسة بالذنب علشان مقصرة مع عادل و محملاه فوق طاقته وهو مستحملها...حالتها كانت مطمنش ابدا بس أنا فضلت وراها ومكنتش بها لغاية ما في مرة كنت عندها وتعبت اوي ولقيتها بتاخد نات ووب تانية كانت بتخبيها من عادل ولما اصريت عليها وحلفتها إني مش هفتح بوقي قالتلي أن عندها المړض الخبيث وفي مرحلة متأخرة وإن الوب دي هي اللي بتخليها تعرف تتحمل الۏجع وتتعايش معاكم من غير ما تتحسسكم أنها تعبانة ...وقتها حاولت اقنعها تتعالج
30  31  32 

انت في الصفحة 31 من 93 صفحات