الأحد 24 نوفمبر 2024

رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله

انت في الصفحة 19 من 93 صفحات

موقع أيام نيوز

خېانتك ليا
أجابها بثقة عارمة بذلك المبرر الواهي الذي يظنه يبرئ خطيئته وهو يلوح به امام ها 
أنا مخنتكيش انا بها...بها يا رهف وهتجوزها علشان مش هعرف اعيش من غيرها واظن ده شرع ربنا وحقي
نزل حديثه عليها كالصاعقة ورغم أنها كانت تضع احتمالات عدة لردود فعله ولكنها لم تتوقع قط أن يخبرها بكل تبجح أنه ي آخرى مما جعلها تثور قائلة 
و أنا مفكرتش فيا
أنت مالك...زي الفل ومفيش حاجة ناقصاك...
صړخت به بعصبية مفرطة 
ناقصني انت يا حسن...ليه تخلي واحدة تانية تشاركني فيك...
أجابها باقتناع تام هيأه شيطانه له 
افهميني أنا مقدرش استغنى عنك ولا عن ولادي بس هي حاجة تانية...
نفت برأسها ووضعت ها على اذنها ترفض ما تسمع وكأنها وء كوابيسها لتصرخ معاتبة پقهر 
بس انا مقصرتش معاك في حاجة
مقولتش أنك مقصرة
لملمت شتاتها قدر اتطاع كي لاتنهار أمامه وتهدر المتبقي من كبريائها الذي دهس تحت قدمه وقالت كمحاولة أخيرة منها كي تقنعه يح عن ما برأسه 
فكر في ولادك وفي البيبي اللي جاي في السكة بلاش تهد الكيان اللي ببنيه من سنين... صدقني دي وهتعدي 
نفى برأسه م اقتناع وقال بيأس دون أن يراعي وطأة كلماته الطاعنة عليها 
مش ... انا حاولت اها وا لكن مقدرتش
ليكوب ها الشا بين راحتيه ويقول وكأنه بذلك يطمأنها غافل كونه طعنها لتوه پسكين ثلم 
صدقيني مفيش حاجة هتتغير...هبقى معاك ومع الولاد مش هتحس بفرق وهعدل بينكم
حقا ستعدل بيننا يا لك من رحيم عطوف أيها الخائڼ أتظن أني سأ بفتاتك التي سوف تمن علي بها... لا... وألف لا
ذلك ما كان ور برأسها عندما
نفضت ه وهدرت بشراسة لم تكن ابدا تعرف إنها تكمن بداخلها 
أنا مستحيل أ بوضع زي ده
زفر بنفاذ صبر وأخبرها بإصرار مقيت 
و انا
مش هتردد و خدت قرار ومش هرجع فيه
ات مكان خافقها الذي يعتصر بين ضلوعها من إصراره المقيت ذلك وقالت بتماسك رغم الوهن التي تشعر به 
قرارك ده هيخسرك كتير اوي يا حسن
لتترك الغرفة وتت لغرفة أطفالها بينما هو لوح به يستهتر بوعها غافل أن زوجته ليست بضعيفة ولا ساذجة كما يعتقد هو...هي فقط تتهاون من أجله ومن أجل اطفالها مما جعله يظنها لقمة صائغة غافل أنه بإصراره ذلك أظهر شخصيتها الدفينة التي كانت تتوارى خلف رداء الطاعة والولاء له
صباح الخير
قالتها هي ببهوت أصبح ملازم لها وهي تشرع بركوب السيارة ما ألح عليها بلأمس أن تخرج من عزلتها أبتسم هو وألتفت برأسه لمقعدها قائلا بتشجيع بث بها السرور 
صباح الفل على ك...الحمد لله انك اقتنعتي أخيرا وخرجتي
ليعتدل في جلسته ويسألها بترقب وهو يشعل موقد السيارة 
هااا على فين العزم حضرتك
مطت فمها وأخبرته بعفوية 
محمد احنا بقينا اصحاب شيل التكليف لو سمحت وناديني مي
أبتسم
من ذلك اللقب التي تطلقه على تهم فهو إلى الأن غير مقتنع كونه عكس ما تربى عليه فداخله قيم راسخة أن لا يجوز تقارب وامرأة تحت مسمى صداقة
ولكن يقسم أنه لا يعلم ما حل به ولا يود أن يجد تفسير الأن غير شيء واحد فقط هو كونه وعدها بااعدة ولابد أن يفي بوعده وليست شفقة منه عليها بتاتا بل بدافع نخوته وشهامته ك 
محمد سرحت فى ايه
انتشلته من مداهمة أفكاره ليتحمحم يجلى صوته الأجش قليلا ويرد 
معاك يا ميرال
تنهدت بعمق وصدى جملته يتردد بعقلها ورغم بساطة كلماته إلا أن تأثيرها كان يستقر في أعماقها ويشعرها براحة عارمة وإن لاحظت نظراته المترقبة عبر المرآة قالت بنبرة هادئة 
عايزة أروح النادي
مفيش جامعة النهاردة
باغتها بسؤاله لتنكمش معالم ها وتجيبه باقتضاب ما تذكرت مشادتها مع طارق وما سينتج عنها من همهمات وقصص واهية هي في غنى عنها 
لأ مش هروح
لاحظ ما أصابها ولكنه لم ير أن يضغط عليها في معرفة السبب الحقيقي لرفضها يعلم
انها ستخبره ولكن من ذاتها ولذلك قال بلطف وهو ينطلق بها 
اللي يريحك
استعد للذهاب إلى عمله بمزاج عكر للغاية بسبب مواجهته لها الليلة الماضية لوهلة شعر ببعض تقريع الضمير ولكن ذلك لم يغير شيء من قراره تجمدت نظراته وهو يراها مشرقة ككل يوم تجلس على طاولة الطعام وتطعم أطفالها بحنو وهي تقص لهم أحد القصص الخيالية لتشجيعهم على الطعام أبتسم دون شعور فهي دائما تخالف توقعاته فقد ظنها ستحزن وتكتئب وستنقم عليه ولكنها ابهرته بثباتها وجعلته يظن أنها قد أذعنت لرغبته كما توقع انتشله صوتها الناعم وهي تهتف برحابة 
صباح
الخير يا حسن
ا ه بحلق جاف ثم أجابها ثم 
صباح.... النور
بااابي
صړخ بها أطفاله وهم يركضون إليه لينحنى توى كل منهم قائلا بحنو 
قلب بابي وحشتوني
لترد شيري پغضب طفولي 
أنت كمان يا بابي بس أنا زعلانة منك علشان مشغول علطول ومش بتخرجنا ولا ب معانا
سايرها حسنوهو ينظر ل رهف كي تلاحق الموقف معه وتدافع عنه أمام اطفاله كما تفعل دائما ولكنها تجاهلت نظراته وظلت على ثباتها اتفز بالنسبة له تدعي انشغالها بتناول الطعام 
حاضر اوعدك هنخرج وهنعمل كل اللي انتوا عايزينه
ليعقب شريف 
أسكت أنت ......علشان انا هقول لبابي حاجة مهمة
اشرأب حسن برأسه ليهمس شريف بإذنه 
جبتلي اللعبة اللي وعدتني بيها يا بابي
اغمض حسن ه ف وقال معتذرا 
نسيت...معلش اوعدك او ما افضى هجبهالك علطول
يبقى عمرك ما هتجبها
قالهاشريفبنزق وهو يمط فمه و بينما شيري اكتفت بنظرة مستاءة له جعلت ه يش و يتناوب النظرات بينهم ويعجز عن الرد لثوان أن تهتف هي 
يلا يا ولاد هنتأخر على bus المدرسة
و أن ينصاعوا لها ويحملون حقائبهم ويتبعوها قال شريف وهو يطرق رأسه ف 
أنت مش بتنا يا بابي
شعر بغصة تتكون بحلقه وهو ينظر لأثرهم وحقا شعر بالخزي من نفسه.
وحين عادت هي بضع دقائق وجدته يجلس شارد على أحد مقاعد طاولة الطعام دون أن يمسس شيء من طبقه تحاشت النظر له وتعمدت أنها تظل على ثباتها وهي تضب المائدة دون أن تعطي عدم تناوله لفطوره أي أهمية على غير عادتها مما استفزه أكثر وجعله يضرب الطاولة بة ه وېصرخ بهياج 
انا عارف أنت بتحاولي تعملي ايه
انت ازاي خبيثة كده...تقومي الولاد عليا علشان تحسسيني بالتأثير وأرجع في كلامي
هزت رأسها بنفي قاطع وصړخت به بشراسة لم يعتادها منها 
انا مش عايزاك ترجع في قرارك بس من هنا ورايح أنت مجبر تتحمل نتيجة افعالك لوحدك...
لتتركه وتدخل غرفتهاوتغلق بابها به ليزئر هو پغضب
ويزيح الأطباق التي أمامه به محدث ضجيج أجفلها من موضعها ثم يغادر منزله وهو يصط معه مزاجه العكر
داعب انفها رائحة عطره الممزوجة برائحة القهوة الشهية التي يعدها خصيصا لها كل صباح لترمش عدة مرات لتجده يجلس بالمقعد المجاور لفراشها يتأملها كعادته لتقول هي بمشاكسة ممزوجة ببعض الغرور
خدت عليا وعلى أوضتي اوي حضرتك
أبتسم وأجابها وهو يجلس بجانبها و يزيح خصلاتها المبعثرة عن ها 
هتوحشيني
رفعت اها له وتسألت بترقب وهي تعتدل وتجلس تستند على جذع الفراش 
مسافر
أومأ لها بقلة حيلة وأخبرها وهو يناولها كوب القهوة الممزوجة بالحليب خاصتها 
كلموني الصبح في تورات جدة ولازم أبقى موجود واستلمها بنفسي...
ليتنهد بعمق ويقول ببحة صوته المميزة التي تشتتها وجعلتها تكاد تغص برشفتها 
خلي بالك من نفسك يا مغلباني
احتمال اتأخر المرة دي ومش هعرف هرجع أمتى
سعلت بخفة ثم وضعت الكوب أعلى الكمود وتعلقت اها به وتلك النبضة العاصية بقلبها يز وجيبها لتجد ذاتها دون أي تفكير مسبق وعلى غير عادتها وتقول بصدق لا تعلم كيف صدر منها 
هتوحشني 
تهللت أساريره وهو ينظر لها وهمس م تصديق 
بجد هوحشك
هزت رأسها وهي تتحاشى النظر له 
بك يا نادين ... بك يا روح روحي ولو عليا نفسي ما فرقكيش لأخر يوم في عمري
تلك المرة الأولى التي يقولها صريحة لذلك الحد فسابقا كان يلمح أو يذكر تشبيه مجازي لمشاعره ولكن الآن قال تلك الكلمة التي
استقرت بأعماقها وزعزعت كافة قناعتها وجعلت مقاومتها تتلاشى و أن ېصرخ عقلها سبقه قلبها
إياك! أن تطلب مني الصمود أيها العقل فتلك النبضات العاصية تورق سكينتي ولم أعد أحتمل ضجيجها حتى حصوني التي شتها كي أأذرك بها أصبحت أنقاض بالية لا نفع منها أمام هيمنته الطاغية عليها فحابا بالله توارى خلفي لمرة واحدة وارأف بي وكف عن صخبك الغير محتمل . 
وعند تلك النقطة تخلت عن مقاومتها وأغمضت اها ودت على أكثر بينما هو كان يتنفس أريجها المميز تمتاع تام وكأنه ير أن يختزنه برئته لأطول وقت ممكن.
.. استشعر ندمها ليقول بنبرة وهو يلحق بها ويطرق باب المرحاض 
نادين افتحي خلينا نتكلم... انا عمري ما قصدت أفرض عليك مشاعري...بس ڠصب عني أنا راجل 
لم يأتيه ردها بل فقط صوت أنفاسها المتعالية ليزفر بقوة وهويمرر ه على وكأنه على حافة الجنون ولكونه يعلمها ويعلم طة تفكيرها قال بنفاذ صبر وبنبرة مغلفة بعزة النفس متغاضي عن أنين قلبه 
عارف انك ندمانة بس متقلقيش... مش هتعشم وعارف ان
اللي حصل ده مش هيغير حاجة 
ذلك أخر ما تفوه به أن يغادر بخطوات غاضبة يتأكلها الڠضب أما هي لا تصدق أنها سمحت له بفعل ذلك لتزفر بقوة وهي تمرر ها بخصلاتها و تجلس على سور حوض الاستحمام بإنهزام ثم دون مقدمات أخرى كانت
دمعاتها النادرة تنهمر بغزارة تنعي حالها لسبب هي وحدها تعلمه
أما عند صا البنيتان القاتمة كان يجلس يباشر عمله حين دخل أحد موظفيه وأخبره 
محتاج توقيع حضرتك يا فندم
أومأ له حسن وقام بس الملفات من بين ه وقام بتوقيعها وهو يقول بعملية 
احتمال اغيب عن الشركة كام يوم مش عايز تقصير وزي ما سلمنا الوحدة الأولى من غير ولا غلطة عايز العمال يوا حيلهم علشان الوحدة التانية تتسلم في ميعادها وياريت تشرف على كل حاجة بنفسك وتعملي تقرير وافي لما ارجع
تمام يا فندم يت ابلغ حضرتك أن ڤيلا العاشر جهزت زي ما حضرتك أمرت
أومأ له حسن بامتنان ثم أشر له بالانصراف وهو يستند بأريحية على مقعده الدوار فقد قام بكل التجهيزات اللازمة لزيجته وقد قرر أن يتخذ تلك الڤيلا التي يملكها منزل زوجية له مع منار فقد رفضت رهف أن تعيش بها سابقا متحججة أنها لن تترك شقتها التي أسست كل ركن بها وشهدت على سنواتهم الأولى معا زفر بقوة وهو يتذكر حديثها الشرس له الذي يحمل شيء من الوع ولكنه حاول طمأنت ذاته أنها أضعف من أن تفعل أي شيء ويعلم أنها مسألة وقت ليس أكثر وستت الوضع.
كان غارق في أفكاره حتى أنه لم يلحظ دخولها وجلوسها على طرف مكتبه إلا أن همست بغنج 
سونة سرحان في إيه
تحمحم وأجابها ببسمة مبتورة 
في الشغل هيكون في أيه يعني يامنار
كده وانا اللي كنت بفكرك سرحان فيا وفي السعادة اللي هعيشك فيها جوازنا ده أنا مش مصدقة أن خلاص هنكتب الكتاب بكرة
تركزت نظراته عليها وقال ه 
أنا كمان مش مصدق أنك هتبقي بتاعتي
18  19  20 

انت في الصفحة 19 من 93 صفحات