قصة الصحابى بلعام ابن باعوراء
انت في الصفحة 1 من صفحتين
قصه وحكمه
من هو بلعام بن باعوراء
"بلعام بن باعوراء" كان عبدًا صالحًا وحبرًا من أحبار بني إسرائيل وكان مُجاب الدعوة وكان يعرف اسم الله تعالى الأعظم الذي إذا دُعي به أجاب وإذا سُئِلَ به أعطى
وبعدما أتاه الله العلم هبط إلي درك سحيق بسبب الهوى والنفس الأمارة بالسوء.
لمَّا أقبل موسى عليه السلام في بني إسرائيل يريد قتال الجبابرة من الكنعانيين سأل الجبابرة بلعام بن باعوراء أن يدعو على موسى عليه السلام فرفض في البداية
وقال لهم : هذا نبي وإن فعلت معه ما تريدون ذهبت دنياي وآخرتي
فركب أتانًا (أنثى الحمار) له ليذهب إلى الجبل الذي يطلعه على معسكر بني إسرائيل ليدعوا عليهم وفي الطريق ربضت به أتانه (طوَت قوائِمَها ولصِقت بالأرض)
فضربها حتى قامت فسارت غير بعيد ثم ربضت مرةً أُخرى وهكذا عدة مرات ولما آلمها أنطقها الله عز وجل
فقالت : ويحك يا بلعام!
أين تذهب؟
أما ترى الملائكة أمامي تردّني عن وجهي هذا؟!
تذهب إلى نبي الله والمؤمنين لتدعو عليهم!
حتى إذا أشرف عليهم صار يدعو باسم الله الأعظم أن يخذلهم فتحول لسانه بالدعاء على أصحابه وصار كلمَّا دعا على قوم موسى عليه السلام بشيء أوقعه الله على قوم الجبابرة وذلك أنه صار ينطق بغير اختياره.
فقالوا له : أتدري يا بلعام ما تصنع؟!
إنما تدعو لهم وتدعو علينا!
قال : فهذا ما لا أملك هذا شيء قد غلب الله عليه ولم يزل يدعو حتى اندلع لسانه على صدره
فقال لهم : قد ذهبت مني الآن الدنيا والآخرة ولم يبقَ إلا المكر والحيلة.
ثم أمرهم فقال : جمّلوا النِّساء وأعطوهنَّ السّلع
ثم أرسلوهنَّ إلى العسكر يبعنها فيه ومروهنَّ فلا تمنع امرأةٌ نفسَها من رجلٍ أرادها
فإنَّهم إن ژنى رجلٌ منهم واحدٌ كُفيتُموهم.
ففعلوا ذلك وزينوا نساءهم ثم بعثوهن إلى المعسكر فمرت امرأة منهم اسمها كسبى بنت صور برجل من عظماء بني إسرائيل وهو زمري بن شلوم
يقال إنه كان رأس سبط بني شمعون بن يعقوب عليه السلام فلمَّا رآها أعجبته
فقام فأخذ بيدها وأتى بها موسى عليه السلام
وقال : إني أظنّك ستقول : هذا حرامٌ عليك لا تقربها؟
قال : "أجل هذا حرامٌ عليك لا تقربها"
فقال : فوالله لا أُطيعك في هذا فدخل بها قبته فلمَّا خلا بها أرسل الله الطاعون