اللص والقاضي
انت في الصفحة 2 من صفحتين
به. وهذا لعدم وجود من يقتص ويحكم عليه مدة جرمه.. لحتى قدم قاضي يقولون انه شاطر من بلدة بعيدة. . حتى يكون قاض عادلا يحكم بالمساواة مابين الناس. كما يحكم بالعقۏبة على كل من سولت نفسه ان يخرج عن القوانين. التي تعتبر تكون منعدمة داخل القرية بتفشيها الفساد والظلم مابين اهلها.
فرح كثيرا جوني عند سماعه بقدوم قاضي بدل الذي تولى عن الحكم. و انه اخيرا سيصدر الحكم عليه وينتهي عڈابه الذي طال. و يعلم ايضا كم بقي له من العمر والصبر داخل تلك الزنزانة المقرفة. والتي سيطرت على حريته و على الهواء الذي يتنفسه.
بينما كان القاضي يعدل من اوراقه. ويقرأ بالترتيب اسماء الذين سيصدر الحكم عليهم. وإذ به يجد اسما يعرفه خير المعرفة. فاصبح قلبه ينبض بقوة. ويديه ترتعشان وهي تمسك بالورقة كي يتحقق ويدقق انه قرأه دون خطإ. وبالكاد كان معه عقله وهو يصغي لاقوال المتهمين. منتظرا دور الاسم الذي إستوقفه قبل قليل. هل هو نفسه الذي في باله. لحتى حانت اللحظة الغير مرتقبة
كان القاضي مطأطئا رأسه. وكأنه خائڤا من رؤية شخص تمنى ان لا يلتقي به في ذلك المكان..وما ان رفعه بكل هدوء. انخطف قلبه مجددا واصطدم جوني بدوره مما يراه امامه. وكل الحاضرين مندهشين من المشهد الذي يرونه دون تصديق ذاك الشبه الغير
عادي مابين السارق والقاضي.. دمعت عينا كل من جوني والقاضي. لانهما عرفا مالم يتعرف عليه غيرهم. فالقاضي يكون جونيور اخ جوني. والذي رحل بعيدا منذ صغره. والان عاد الى قريته مرفوع الرأس عكس جوني الذي خجل من الموقف البائخ الذي عليه في تلك اللحظة امام اكبر الناس قربا وحبا له والدموع من عيونه كالسيل لا تريد التوقف . وكأنه تذكر شريط حياته بالكامل وهو سعيد باللعب مع اخاه في صغرهما. وهو تعيس بعد رحيل كل عائلته. ولم يبقى سوى ذاك الطفل الصغير الذي يعافر مكابد الحياة بنفسه دون ان يجد يد حنونة تنقده وتأخذ بيده الى بر الامان.
كيف كان يجمع قوته منذ ۏفاة والدته ووالده
اين كان ينام وهو لا يزال طفل في كل الفصول وخاصة منها الشتاء
من حاول ان يمنحه بعض المساعدة طيلة مراحل حياته
لماذا لم يعمل ويجني المال بعرق جبينه كما يفعل البقية.
فكانت كل أجوبة جوني اقسى مما يتوقعه احد. وبرر عدم عمله انه مرارا وتكرار كان يطلب ذلك من اصحاب الحقول والمزارع حتى من بعض اصحاب المصانع الصغيرة. ولكن في كل مرة يرفض طلبه. بسبب سمعته التي باتت كالوشم منذ صغره وهي السړقة فلم ينسوا صورة ذاك الطفل الصغير الذي كان يحمل حبة طماطم او رغيف وهو
ابكى جوني كل الحاضرين الذين تأثروا بكلامه وطريقة مأساة عيشه دون ان يدرون كل مامر به الفتى بمفرده طيلة هذه السنين.
وبالاخير نطق القاضي الحكم ببراءة جوني. والحكم على كل افراد القرية فردا فردا بمبلغ من المال. تعويضا على كل من قام بإهمال ابن عشيرتهم. وجعلوا منه لصا بسبب قلة مساعدته واحتوائه مابينهم.
عانق جونيور جوني اخاه بشدة وهو يتأسف له انه تأخر عن العودة إليه. وسيعوضه عن كل الحرمان الذي تلقاه من صغره.
النهاية