الإثنين 25 نوفمبر 2024

رواية ست البنات بقلم نهى مجدي

انت في الصفحة 6 من 77 صفحات

موقع أيام نيوز


واقسمت الا ينتهى ذلك الأمر على خير ولكنى حلفتها بحايتى وحياه تميم وأقسمت عليها الا تخبر أحد اذا كانت راحتى تهمها حتى رضخت لمطلبى ومسحت دموعها وخرجنا سويا نتصنع الضحك حتى لا نجذب أنتباه أحد بالطبع كانت أعين الحاضرين تتفرسنا محاوله استكشاف ما دار بيننا فى الداخل ولكن سريعا استئذنت امى وطلبت من ابى ان يكونوا ضيوفا خفافا وألقت السلام دون ان تمد يدها لأحد وكانت اول المنصرفين ولكنها لم تنسي ان ترمق عمر بنظره ناريه جعلته يفهم جيدا ما دار بيننا بالداخل .

انصرف الجميع وجلسنا جميعا لا نتحدث ولا ينظر أحدنا للآخر باستثناء داليا التى لم تكف عن الضحك والتهامس مع عمر وتصنع تلك الحركات الطفوليه التى لم يجاريها عمر فيها وكان قليل الحديث استئذنتهم انا الاخرى وأخذت تميم وصعدت لشقتى وتركتهم يتحاورون بحريه وبالفعل ما إن صعدت حتى سمعت صوت عمر يوجه حديثه لداليا 
مكنش فيه لزوه للى عملتيه دا ياداليا 
تحولت لهجتها وأجابت پغضب 
ليه صعبت عليك الهانم ولا ايه طب ما تقوم تطلعلها احسن 
استكملت والده زوجى الحديث معها بهدوء يشوبه الڠصب 
يابنتى عيب تعملى كدا قدام اهلها انتى عاوزه الناس تاكل وشنا 
كالعاده اجابت داليا بصوت عالى وثوره عارمه جعلتنى اسمع حديثها بوضوح وانا امام شقتى
يعنى انا الغلطانه دلوقتى مش كفايه انى وافقت على المهزله دى وكمان بتغلطونى انا فعلا غلطانه بس غلطانه انى وافقت من الاول
فتحت شقتى ودخلت واغلقت الباب خلفى فلا اريد سماع المزيد ولا اريد سماع ما يؤلمنى وېمزق قلبى فأغلقت كافه النوافذ حتى لا يصلنى منهم اى صوت وفتحت التلفاز ورفعت صوته وشغلت نفسى بالتغيير لتميم حتى رن هاتفى برقم غريب ومحادثه غريبه
الحلقه الرابعة
دق هاتفى برقم غريب لم يكن مسجل ضمن قائمه الاتصالات لدى تجاهلته ولم ألق له بالا وعدت لاستكمال ماكنت افعل ولكنه دق مره أخرى فى اصرار وكأنه لم ينفك يرن حتى أجيب كان من طبعى ألا أجيب على أى رقم غريب فقد كانت الردود على الهاتف بمعايير فى منزلنا وكان أبى يستاء عندما يجدنى اتحدث لوقت طويل ولكنى الان احتاج لمحادثه أى شئ يؤنسنى ويطوى ذلك الوقت الذى لا يمر شعرت انها ربما تكون صديقتى همسه صديقتى الصدوق منذ أيام المدرسه الأبتدائيه مرورا بالأعداديه ثم الدبلوم الفنى التجارى ولكنى احفظ رقمها جيدا ترددت قليلا ثم قررت أن أجيب وليكن ما يكن اجبت بصوت جعلته صارما بألا يكون هناك غريب
السلام عليكم
أتانى صوتا ذكوريا يجيب بلهفه 
عليكم السلام ورحمه الله اخيرا رديتى
سئلته باقتضاب 
مين معايا 
اجاب بصوت ساخر وضحكه خافته
نسيتى صوت ابن خالتك
صفي أبن خالتى رباب الأصغر أمى من أسمته صفي ليتشابه اسميهما فهيا صفوانه وهوا صفي تحبه وكأنه أبنها الثالث الفارق بيننا شهور قليله فعندما ولدت أنا كان هوا أبن السته أشهر لحقت به فى جميع سنوات الدراسه ولكنه استكمل تعليمه الثانوى والتحق بكليه التجارة أما أنا بأنهيت تعليمى الفنى ومكثت فى المنزل تعجبت عندما سمعت صوته فمنذ التحق بالجامعه فى القاهره وترك بلدتنا السلمانيه بالدقهليه لم أره وحتى لم يحضر زواجى على عابد او حتى على عمر ولم يهاتفنى قط من قبل لذلك عندما وجدته هوا المتصل ارتجف قلبى خوفا على أمى خشيه ان يكون أصابها شئ فأجبته وانا أرتعد
خير ياصفي امى كويسه 
اجاب بهدوء 
ايوه كويسه الحمد لله انتى قلقانه ليه كدا 
اخذت شهيقا طويلا وحمدت الله ثم استدركت انه مازال على الهاتف فسئلته بضيق 
طيب بتتصل بيا ليه 
صمت قليلا ثم أجاب وقد تبدلت نبرته وظهر الحرج جليا على صوته
معليش يابنت خالتى لو كنت ضايقتك انا اسف
أنبتنى نفسى على تلك الطريقه الجافه التى أحدثه بها وتابعت حديثى بنبره أهدء
مش قصدى يا صفي بس خۏفت تكون امى تعبانه
استكمل حديثه الذى لم يخلو من مسحه الحزن به 
كلنا كويسين ياميراس لكن ياترى انتى كويسه 
صمت
قليلا لا ادرى بما اجيب هل سأظل اكذب على نفسي وعلى من حولى وارسم الابتسامه على شفتاى الذابلتين ام أؤثر الانسحاب وترك هذا العالم والعوده لعالمى السابق الذى لم يخلوا هوا الاخر من الهموم فآثرت الصمت والكذب
ايوه كويسه جدا الحمد
احتد صوت صفي واكمل حديثه الذي هاتفنى من أجله
انا عرفت
 

انت في الصفحة 6 من 77 صفحات