شرح حديث أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم
انت في الصفحة 6 من 6 صفحات
7- هذه دعوة من حبيبكم محمد صلوات ربي وسلامه عليه لاجتناب خلقٍ مذموم، فديننا دين رحمة، وقد خاطب رب العالمين رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله تعالى: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107]، وبعد ذلك يقول "لهذه الرحمة": ﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾ [آل عمران: 159]، فكانت الرحمة مع الطفل ومع الشيخ ومع المرأة، بل ومع الحيوان. فهذا الإنسان الذي يتنطع بالكلام والمجادلة لإظهار نفسه أمام الآخرين، إنما يسكن قلبه مرض خطېر، فهو يحتقر الذين أمامه ويضخم من نفسه، يتعلم العلم لا ليأخذ من خلاله بيد الآخرين؛ بل ليتباهى به أمام الخلق. كما قال فيه عليه الصلاة
8- الخصام آفة من آفات اللسان، ومدخل كبير للشيطان، ومدمر للقلب والأركان، يُفرق بين
الأحبة والإخوان، ويحرم صاحبه الأمن والأمان، ويدخله النيران ويبعده عن الجنان، فالصلح خير في كل زمان ومكان.
9- الواجب عندما يعلم أحد من أبناء المجتمع المسلم أن هناك خصومة بين فلان وفلان أن يعجل في الصلح بشتى الوسائل الممكنة وليكن مخلصا في ذلك لله عز وجل. قال تعالى: ﴿ وَالصُّلْحُ خَيْرٌ ﴾ [النساء: 128].
10- الأصل في المجادلة أنها محمودة، ولكن قد تكون مذمومة في الحالات الآتية:
• إذا كانت مجادلة في آيات الله بقصد ردها.
• مجادلة في الأدلة القطعية.
• أو كانت لدحض الحق.
• أو كانت لتقرير الباطل والدفاع عنه.
• أو كانت بغير حجة ولا برهان.
11- يحب الإسلام لأتباعه الجم١عة والوئام، ويكره لهم التباغض والخصام.
والله اعلم
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم