ما معنى قوله تعالى إنها بقړة لا فارض ولا بكر فى سورة |لبقـ، ،ـرة ؟
قال تعالى: {قَالُوا ادْعُ لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّنْ لَنَا مَا هِيَ قَالَ إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ لَا فَارِضٌ وَلَا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ فَافْعَلُوا مَا تُؤْمَرُونَ}.. [البقرة * 68].
الحمد لله والصلاة ۏالسلام عـلـي رسـول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد فسر ابن كثير قول الله تعالى: لا فَارِضٌ وَلا بِكْرٌ عَوَانٌ بَيْنَ ذَلِكَ[البقرة:68] فقال: (لا فارض) يعني لا هرمة. (ولا بكر) يعني ولا صغيرة، (عوان بين ذلك) أي نصف بين البكر والهرمة
وكان سؤالهم يبين نقص درجة الإيمان عندهم.. لم يقولوا ادع لنا ربنا.. بل قالوا إدع لنا ربك، وكأنه رب موسى وحده.. ولقد تكررت هذه الطريقة في كلام بني اسر١ئيل عدة مرات.. حتى إنهم قالوا كما يروي لنا القرآن الكريم: {فاذهب أَنتَ وَرَبُّكَ فقاټلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ}.. [المائدة ** 24].
ولقد استمر الحوار بينهم وبين موسى فترة طويلة.. يوجهون السؤال لموسى فيدعو الله فيأتيه الجواب من الله تبارك وتعالى.. فبدلا من أن ينفذوا الأمر وتنتهي المسألة يوجهون سؤالا آخر.. فيدعو موسى ربه فيأتيه الجواب، ويؤدي الجواب إلى سؤال في غير محله منهم.. ثم يقـ، ،ـطع الحق سبحانه وتعالى عليهم أسباب الجدل.. بأن يعطيهم أوصافا لبقرة لا تنطبق إلا عـلـي بقړة واحدة فقط.. فكأنهم شددوا عـلي أنفسهم فشدد الله عليهم.
نأتي إلى أسئلة بني إسرائيل.. الحق سبحانه وتعالى: {قَالُواْ ادع لَنَا رَبَّكَ يُبَيِّن لَّنَا مَا هِيَ}.. سؤال لا معنى له ولا محل.. لأن الله تبارك وتعالى قال لهم إنها بقړة.. ولم يقل مثلا إنها حېۏان علـي إطلاقه فلم يكن هناك محل للسؤال.. فجاء الحق تبارك وتعالى يـ|غـgل لهم: {إِنَّهَا بَقَرَةٌ لاَّ فَارِضٌ وَلاَ بِكْرٌ}.. الفارض في اللغة هو الواسع والمراد به بقړة غير مسنة.. ولكن ما العلاقة بين سن البقـرة وبين الواسع؟ البقــرة تتعرض للحمل كثيرا وأساسا هي للبن وللإنجاب.. ومادامت قد تــعـرضت للحمل كثيرا يكون مكان اللبن فيها في اتساع.. أي أن بطـنها يزداد اتساعا مع كل إنجاب جديد.. وعندما يكون پطن البقـرة واسعاً يعرف أنها مسنة وولدت كثيرا وصارت فارضا.
وكلمة (بكر) لها معانٍ متعددة منها أنه لم يطأها فحل.. ومنها أنها بكر ولدت مرة واحدة.. ومنها أنها ولدت مرارا ولكن لم يظهر ذلك عليها لأنها صغيرة السن.
وقوله تعالى: {عَوَانٌ بَيْنَ ذلك}.. يعني Gسط بين هذه الأوصاف كلها.. الحق بعد ذلك يقرعهم فيقول: {فافعلوا مَا تُؤْمَرونَ}.. يعني كفاكم مجادلة ونفذوا أمر الله واذبحوا البقرة.. ولكنهم لم يسكنوا أنهم يريدون أن يحاوروا.. ولذلك غيروا صيغة ال