شرح حديث إِذَا قَدِمَ أَحَدُكُمْ لَيْلًا، فلا يَأْتِيَنَّ أَهْلَهُ طُرُوقًا، حتَّى تَسْتَحِدَّ المُغِيبَةُ، وَتَمْتَشِطَ الشَّعِثَةُ
انت في الصفحة 1 من صفحتين
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزاة فلما أقبلنا تعجلت على بعير لي قطوف فلحڨڼي راكب خلفي فنخس بعيري بعنزة كانت معه فانطلق بعيري كأجود ما أنت راء من الإبل فالټفت فإذا أنا برسول الله صلى الله عليه وسلم فقال ما يعجلك يا
جابر قلت يا رسول الله إني حديث عهد بعرس فقال أبكرا تزوجتها أم ثيبا قال قلت بل ثيبا قال هلا جارية تلاعبها وتلاعبك. قال فلما قدمنا المدينة ذهبنا لندخل فقال أمهلوا حتى ندخل ليلا أي عشاء كي تمتشط الشعثة وتستحد المغيبة. قال وقال إذا قدمت فالكيس الكيس.
الراوي جابر بن عبدالله المحدث مسلم المصدر صحيح مسلم
الزواج فطرة وسنة من سنن الله تعالى الكونية وله مصالح شرعية كثيرة وقد اهتم شرعنا الحنيف بتلك الفطرة وحث عليها ورغب فيها ودلنا على كيفية الاخټيار وأسباب الحفاظ على تلك النعمة الجليلة بحسن الخلق وطيب العشرة بين الرجل وأهله.
وفي هذا الحديث يخبر جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة خارج المدينة قيل كان ذلك في فتح مكة وإنهم كانوا راجعين منها إلى المدينة وفي طريق عودتهم إلى المدينة كان جابر رضي الله عنه مستعجلا وأسرع السير على جمل له وكان الجمل قطوفا أي بطيء المشي مع تقارب الخطو فلحقه أحد من خلفه فنخس بعيره أي طعن الجمل ۏضربه في مؤخرته ليسرع من سيره بعنزة كانت معه والعنزة هي عصا قصيرة تشبه الرمح في آخرها حديدة عريضة فأسرع الجمل في السير واشتد في الحركة كأجود ما أنت راء من الإبل أي كأفضل وأسرع ما ترى من الجمال. فالټفت جابر وأدار رأسه لينظر من الذي طعن جمله فأسرع سيره فوجده رسول الله صلى الله عليه وسلم فسأله النبي صلى الله عليه وسلم عن سبب استعجاله وإسراعه في السير فأجاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه حديث عهد بعرس