رواية زوجي المصون بقلم ريم السيد

زوجي_المصون 
اقلعت منذ قليل الطائرة التي تنقل بين ركابها زوجي المصون الذي اراه شهرا واحدا من كل عام ..! شهرا بدايته سعادة عارمة لقدومه ثم نبدأ في عد الايام المتبقية وهي تمر سريعا دون ان نشعر ثم بكاء وحزن لرحيله لازالت اسراء وخديجة وسعد يبكون رحيله لم استطع ايقافهم فها انا لم استطع التوقف بعد ...فكرة ان تعيش الزوجة دون رجلها الذي هو سند وامان وحماية لها من اذى النفس والروح هي فكرة قاسېة جدا ..فكرة ان تكون الزوجة هي الأم والأب والتي تحمل على عاتقها كل المسؤوليات فكرة قاسېة أيضا .... لكن ها هي الايام تمر واصبحت معتادة كل الاعتياد بشأن ذلك ..كما ان صديقتي ياسمين التي تسكن في الدور الثاني من العمارة التي نسكن بها تقضي معي اغلب الوقت فتهون علي بعض الشيء ... حين وصلنا الى العمارة كان الطابق الاول به بعض الضجة تقريبا بنات الاستاذ احمد المحامي مجتمعات هن واطفالهن الليلة هنا دائما ماتشكو لي الدكتورة سامية قلة مجيئهم فحتى ابنها الاصغر يعمل كظابط حربية ويخدم في محافظة اخرى لابد انها الان سعيدة جدا بزيارة بناتها ... دخلت الى شقتي في الطابق الثالث ..ها انا ادخل بمفردي من جديد لنقضي سنة اخرى دون زوجي اعاده الله لنا بكل خير .. 

يلا يااسراء خدي أخواتك واتفرجو على التليفزيون على اما اتبل الفراخ عشان بكرة نعمل بانيه 
حاضر ..
مالك 
مافيش 
زعلانة عشان بابا سافر 
اكيد بس انا مش بحب البانيه 
هههههه ضحكتيني يااسراء خلاص ياستي بلاها بانيه 
هعمل فشار ونشوف فيلم حلو 
ايوى كدة هروح ادور على فيلم على ماتيجي
احاول دائما إرضاءهم قدر المستطاع مع بعض الشدة احيانا حتى أتمكن من تربيتهم بشكل سليم ..قضينا الوقت بشكل لطيف الى ان دق الباب ..
سلام عليكم 
عليكم السلام اتفضلي يا ياسمين 
يزيد فضلك ياحبيبتي انا عملت كيكة قولت اجيب للعيال عارفة بيحبوها
ربنا يخليكي يارب طيب تعالي اقعدي معانا شوية 
الصبح هجيلك بقى لما سليم يروح الشغل
ذهبت ياسمين وعدت لأطفالي وبعد ساعة طلبت منهم ان يخلدوا للنوم حتى لا يتأخروا في الصباح عن المدرسة وقمت انا بغسيل الأطباق والأكواب ثم أمسكت بهاتفي لأطمئن على زوجي بالتأكيد قد وصل ..أرسلت له رسالة عبر الواتساب
ازيك ياحبيبي حمد الله ع السلامة 
الله يسلمك معلش انشغلت وانا بحط الحاجة ونسيت أكلمكم 
ولا يهمك ..انت هتروح الشغل بكرة ولا 
اه هروح ممكن اخد نص يوم وأروح 
تمام اسيبك تنام بقى زمانك تعبان 
العيال نامو ولا لسة 
اه اكيد وانا هنام اهو عشان اعرف اصحيهم بدري 
يلا تصبحي على خير ياحبيبتي
اغلقت مع زوجي ورحت في نوم عميق ..
في اليوم التالي كان اليوم كأي يوم استيقظ ابنائي وذهبت اسراء ثانية ابتدائي وخديجة رياض الأطفال وسعد في روضة للصغار حتى يندمج ويلعب مع الأطفال ويتعلم بعض الآداب ... وبدأت انا بأشغال المنزل ..ثم أتت ياسمين ...
عاملة ايه يا ثريا 
تمام والله انتي اخبارك ايه 
العادي مافيش جديد 
مالك 
تمام ...
سليم كويس !
بلاش السيرة دي
يابنتي اهدو على بعض شوية 
انا زهقت على فكرة وهو زهقان اكتر مني ...احنا بقالنا ست سنين متجوزين ولسة هو مصمم انه مايخلفش وانا ھموت على طفل يسليني 
مافيش حد من أهله بيقنعه خالص 
ماحدش قادر يقنعه هو مش عايز وكل اما أكلمه يقولي اننا متفقين من الاول بس انا كنت مفكرة سنة ولا اتنين على مانفهم بعض وبعدين نخلف 
طيب ايه السبب يعني انتو ماديا مرتاحين جدا ايه الآي يمنع 
هو مش عايز يبقى مسؤول عايز يعيش يستمتع بحياته من غير مايكون مسؤول عن حد 
غريب اوي بصراحة ربنا يهديه بصي والله ادعيله مع الوقت هيكون هو اللي عايز 
يارب ياثريا ... ماتيجي نروح النادي بالليل نتهوى والعيال تلعب شوية 
خلاص هشوف احمد وأكد عليكي 
قشطة 
...ايه ده ايه صوت الصويت ده ! 
مش عارفة تعالي نشوف فيه ايه 
خرجنا من الشقة مسرعين لنكتشف ان الأستاذ احمد المحامي قد وافته المنية ... لم يصبه اي مرض ولم تطهر عليه أعراض إعياء قد ټوفي فجأة دون سابق إنذار كانت بناته تنتحب بشدة وزوجته هادئة جدا لا تبكي ولا تتكلم وكأنما اصابها الذهول حين ذهبت لإيقاظه فلم يرد عليها لتكتشف انه فارق الحياة ... قمنا بواجب العزاء ومساعدة أهل الدار واعددنا بعض