رواية اخطائي الجزء الأول شهد محمد جادالله
طلبت الطلاق علشان تبقى معاه كنت ھڨتلها بس خۏفت اك لوحدك بوصمة عار العمر كله وعلشان كده قررت اعاقبها بطة تانية محستش بنفسي غير وانا بضربها وبكسر البيت كله و كده طردتها وطلقتها ورفضت اخليها تاخدك معاها ورغم أنها حاولت كتير تأثر عليا أنها تاخدك بس انا رفضت ولما فكرت فيك وشفت أد ايه أنت محتجاها قلت حرام احرمك منها فخيرتها انها ت عنه وتعيش
نفت برأسها بهستيرية وتسألت من جد ولكن تلك المرة بنبرة مخټنقة معاتبة من بين شهقاتها الحاړقة
انت حرمتني منها وهي اثبتت لك انها محت الماضي ونست وجودي واكتفت براجل تاني وبحياة تانية عن الدنيا كلها
نهض فاضل وحاول تهدئتها ب مثقلة بالحزن
ده كان اختيارها يا بنتي وانا عمري ما فكرت أأذيك انا عملت كل ده علشان احافظ عليك هي كانت عايزة تاخد من الدنيا كل حاجة بس انا مكنش هاممني غيرك
حقك عليا...انا عارف أن الشغل واخد كل وقتي وبع عنك بس كل ده علشانك وعلشان اضمن لك مستك... اهدي يا بنتي علشان خاطري انت الحاجة الحلوة الوحة في حياتي وعايش علشانها بلاش تعملي في نفسك وفيا كده بحنو ابوي ويستأنف بقلب أب يخشى فقدان فلذة كبده
نفت برأسها واخبرته من بين شهقاتها الواهنة
انا عمري ما هك يا بابي انا مش زيها...
ربت فاضل على ظهرها بحنان ودثرها أكثر وهو يشعر بالخزي
من أفعاله السابقة التي كان يظنها بنوايا بريئة وخاصة كونه أخفى الحقيقة عنها غافل كون معرفتها للحقيقة بذلك التوقيت سيقلب كافة موازينها.
فقد استيقظ للتو من نومه وتمطأ وهو ينظر بساعة الحائط ليجدها لم تتعدى السابعة لينفض نفسه كي يستعد للقاء جميلته كما خطط بلأمس ولكنه تفاجأ من السكون الذي يعم المكان على غير المعتاد بحث به عنها بالمطبخ وباقي الشقة فلم يجدها ليت لغرفة أطفاله ليجدهم مازالوا نائمون ولم يستعدوا لمدرستهم ... لعڼ تحت أنفاسه الغاضبة فأين ذهبت يا ترى أتته الإجابة مخطوطة بخط ها على ورقة علقتها على باب المبرد تخبره بها بكلمات مقتضبة للغاية أن يجهز أطفاله ويعد لهم الفطور
عادتها ...زفر پغضب يمرر ه بخصلاته الفحمية وهو يحاول أن يهاتفها ولكن أتاه رنين الهاتف من داخل الغرفة ليتيقن أنها تركته بالمنزل ولم تأخذه معها وحينها جن جنونه منها و بعض الوقت يأس و لم يكن أمامه غير تنفيذ ما خطته له بسخط تام وهو يتوعد لها حين عودتها.
فقد انهكوه أطفاله بارتداء ملابسهم وتحضير حاجياتهم حتى أنه وقف كالتائه يفتح المبرد ويغلقه لايعلم بما يبدأ او ماذا يعد لهم بينما أطفاله كانوا يتذمرون ويطالبون بالطعام مما جعله يأخذ القرار بأن يعد بعض الشطائر البسيطة لهم فقط خبز وجبن سيفي بالغرض ... وإن انتهى من مشاحنات اطفاله وضجيجهم اليومي الذي جعل رأسه تدق ك الطبول اوصلهم لعربة المدرسة الذي كان سائقها مستاء من تأخيرهم الغير معتاد بالمرة ليضطر أن يعتذر منه و
يعود للبيت وهو يتوعد لها بأ الوع.
تنهدت بأرتياح عند مغادرة خالها وكأن حملا ثقيلا قد انزاح عنها و أن تحضرت اخبرته انها ستذهب لجامعتها فما كان منه غير الموافقة و أغدقها بتعليماته المعتادة التي تحفظها عن ظهر قلب وحين غادرت المنزل واستقلت سيارتها مبتعدة مسافة كافية عن المنزل لفت انتباهها سيارة فارهة تعرف هوية مالكها تمام المعرفة
تتبعها و تحاول أن تلحق بها وإن بالفعل حثها سائقها على التوقف فما كان منها غير أن تنصاع لرغبته وتتوقف بجانب الط وهي ټلعن تحت انفاسها
ثوان معدودة وكان يفتح باب سيارتها و يجاورها قائلا بغيظ
ما انت حلوة أهو وبتخرجي لوحدك ... لأ وكمان البيه جايبلك عربية وفك حصاره عليك أمال منفضالي ليه
زفرت حانقة وأجابته بسأم
دي أول مرة أخرج بالعربية لوحدي و كنت هكلمك...
احتدت سوداويتاه م تصديق وهدر مشككا وحديث ميرال بشأنها يتردد برأسه
واللهي عليا برضه الكلام ده يا نادو
نفخت أوداجها وقالت متحججة
طارق انا كان عندي مشاكل الفترة اللي فاتت ومكنتش فايقة وين انا نبهت عليك الف مرة متتصلش بيا بس أنت كنت بتتغابى وكنت هتودينا في داهية
زمجر غاضبا وهو يضرب على تابلوه السيارة منفعل
انا كنت هتجن وانت ولا على بالك انا بقالي كذا يوم بحا
اكلمك واخر ما زهقت فضلت واقف تحت بيتك وشوفتك وأنت خارجة معاه وضحكتك من الودن للودن
اعتلى حاجبيها وتساءلت بغيظ
انت بتراقبني يا طارق
أجابها بنبرة مفعمة بإصرار مخيف
ايوة براقبك وعندي أستعداد اعمل أي حاجة علشان تكون معايا
ات رمقها بوجل من إصراره العجيب ذلك وقالت بدهاء طالما كانت تجه كي تسايره
طب ممكن تهدى انا اهو معاك
وهانت يا طارق كلها ايام وهبقى ليك لوحدك
نظر لها نظرة عميقة يحاول ان يستشف صدق حديثها ولكن كيف وهي تبتسم تلك البسمة الآسرة التي جعلت كافة غضبه منها يتبخر ويذهب أدراج الرياح فما كان منه غير أن يهدأ ويس ها بين ه قائلا
انا بك يا نادووبحس بڼار بتاكل قلبي لما بتكوني معاه وبجد مبقتش قادر أصبر لما يجي اليوم ده
رغم أن لهفته و حديثه ارضى غرورها ولكن لا تعلم لم شعرت بالنفور منه وحتى انها مستنكرة فعلته بملامح مشتتة تفهمها هو انها خجل حين
حاسة بيك بس أنت عارف ان كل حاجة مفروضة عليا ومش بإي
أومأ لها متفهما لتضيف هي ببهوت
طيب خلاص متزعلش
ابتسم بدوره لتشاركه هي ببسمة بالكاد على ثغرها قائلة بحماس مصطنع
طب ممكن بقى تنزل تركب عربيتك وتخلينا نلحق المحاضرة
ماشي يا نادو أنت تأمري وانا أنفذ لغاية لما أشوف أخرتها معاك
قالها بنبرة عابثة مصحوبة بغمزه من ه أن ينصاع لها بينما هي ما أن تدلى من السيارة اندثرت بسمتها و لعڼته ولعنت ذاتها ربما للمرة الألف المائة فكل شيء حولها يشتتها ويزعزع قناعاتها السابقة.
كان ور حول نفسه كالثور الهائج عندما مرت عدة ساعات على غيابها ولا ينكر أن قلبه تأكله وشعر بالقلق عليها و أن بة ما يأس من
محاولات الاتصال بكل من خطړ بباله أن يهاتفه ويسأل عنها ولكن لم يتوصل لشيء فالكل أخبره أنهم لم يروها ولا يعلمون شيئا مماجعل الظنون تغزو كيانه بالكامل ويقرر أن ينزل و يبحث عنها بنفسه وعو الله أن تكون بخير ولم يصيبها سوء ولكن تبدد ذلك الشعور بتاتا وحل محله ڠضب عارم حينما وجدها تفتح باب الشقة وعندها انقض عليها والشرار يتطاير من قاتمتيه يسألها
كنت فين يا هانم
أجابته بثبات أجادته وبنبرة هادئة تثير الريبة
كنت مخڼوقة شوية ومحتاجة
افصل علشان اجدد طاقتي
ضړب كف على آخر ساخطا وهدر من بين أسنانه بغيظ
يا برودك أنت سايباني هنا محتاس مع عيالك وبتروقي
على نفسك ده ايه الاهمال بتاعك ده
احتل الحزن تقاسيم ها الذابل الذي لم يلحظه ولم يعطيه أي اهتمام وأجابته منفعلة على غير عادتها
انا عمري ما كنت مهملة... وين فيها ايه لما خليتك تشاركني يوم واحد وتتحمل مسؤولية ولادك ما انا عمري ما اشتكيت وشايلة كل حاجة على كتافي وياريت بشوف تقدير منك
عقب بكل تبجح وبتفكير شرقي بعرفية أفكاره
تقدير ايه اللي انت مستنياه!
ده واجبك يا هانم وكل الستات بتعمل كده
حانت منها بسمة متخاذلة لا حد وقالت بعتاب لأول مرة يصدر منها تجاهه
وانت واجباتك ايه يا حسن
انك تعيش لنفسك وبس مش كده
ياريت ما تتحامل عليا و تتهمني بالإهمال تفكر ألف مرة في اللي عليك
ذلك آخر ما تفوهت به أن تدلف لغرفتها وتغلق بابها
تاركته يزمجر غاضبا ويحاول أن يستوعب ماذا حل بها وحين اسعفه عقله انها من الممكن أن تكون علمت بشأن الأخرى تقلصت معالم ه و انتابته الرهبة مرة أخرى.
بينما على الجانب الأخر كانت هي تستشيط ڠضبا عندما لم يأتي للعمل ولم يحاكى والدتها كما وعدها و حتى كافة اتصالاتها يتجاهلها إلى ان اغلق هاتفه تماما فكم متردد ذلك ال حسن واستنفذ وقتها فكلما ظنت انها أثرت عليه بطتها المتلاعبة واصبح كالخاتم بأصبعها يتهرب منها ويماطل ولذلك قررت انها لن تجلس مكتوفة الأي فلم تتعود على الخسارة بتاتا ولذلك هدرت متوعدة ما يأست من
مهاتفته
ماشي يا حسن وحياة أمي ي وتطلب الرضا
لتبتسم متشفية وهي تتخيل الأمر وكم راقتها تلك الفكرة العابثة التي حاكتها برأسها
أما هناك بأحد قرى الصع فقد وصل عبد الرحيم حانقا من تلك الزيارة التي لم تجدي نفعا ولم تأت بثمارها وها هو يجلس على طاولة الطعام برفقة زوجته تلك المرأة ضخمة البنية مخيفة الملامح التي تتلفح بالسواد و يجاورها ولدهم أثناء تناول العشاءليشرع حامد في الحديث بملامح بشوشة وبود يخالف طباع أبيه الفظة
توحشناك جوي يا بوي
التوى فم ونيسة بينما لوح عبد الرحيم بسأم قائلا
واه جولتلك ألف مرة طلجها واچوزك ست ستها تچبلك الواد بس
انت لساتك مصمم عاد تزعج في أرض پور مفيش منيها صالح
لتعقب ونيسة مشككة
شكلها سحراله يا عبد الرحيم
نفى حامد برأسه مستنكرا وقال مدافعا
دي غلبانة يا اما وهتني بلاش تظلميها
وين هملوا الحديت ده دلوقت ممنوش فاة عاد ده قضاء ربنا وانا راضي بيه
هزت ونيسة برأسها تنصاع لولدها ثم ت سؤالها لزا
جولي ايه اخبار زيارتك لبت غالية مفيش چد
نفى عبد الرحيم برأسه وأخبرها بحنق
مفيش يا ونيسة وده اللي جاهرني الغريب وامه شايلينها على كفوف الراحة وحتى البت بذاتها جالت انها مرتاحة معاهم
لتعقب ونيسة بخبث يضاهي خبث زا
واه وانت هتهملها إكده وت مال خيتك يا عبد الرحيم يروح للعجربة وابنها
تجشأ عبد الرحيم بصوت مقزز وأجابها ما سطع المكر به
متجلجيش يا ام حامد انا بس مستني يرچعلها