القهوه المره
قصة وعبرة
كانت هناك فتاة جميلة جدا .
مرت السنوات و لم تتزوج ..
لم يكن ذلك لقلة فرص الزواج ..
فقد كان خطابها كثر و الراغبين فيها أكثر و أكثر ..
و لكن كان ذلك لأنها ترفض كل من تقدم لها .. ترفض كل من جاء لخطبتها
فبعد أن يدعوها والدها لتقديم القهوة ..
و حينما يخرج الخاطب تخبره برفضها ..
و لكن لحبه لها لم يكن يرد أن يضايقها بكلام ېجرحها ..
و إن كان يحز في نفسه أن يراها ترفض العرسان يوما تلو الآخر ..
و العمر يتسلل من بين أصابعها ..
و يوما ما .
جاءها خاطب جديد ..
ليس له مثل ما كان للأولين من أموال و لا من حسن و جمال ..
خرجت لتخبر والدها أن هذا هو من ترضاه زوجا و تريده رفيقا ..
هذه المرة لم يستطع والدها كتم اندهاشه .. فسألها
يا ابنتي هل لك أن تخبريني ما وجدت في هذا الرجل لم تجده في غيره ..
و قد جاءك من هو أكثر جاها و ارفع شانا فرفضت !!
فأجابت الفتاة التي حباها الله بجمال في الشكل ..
يا أبتي
كنت حينما تطلب مني تقديم القهوة ليراني الخاطب أقدمها مرة بدون
سكر معها ..
فتكون عين الخاطب علي و ينبهر بجمالي ..
و حينما يتذوق القهوة يمتعض و ينسى وجودي ..
و حينما يبدأ الحديث يتحدث عن مال و جاه و شأن له بين الناس ..
شرب القهوة و مع مرها ابتسم لي ..
فأحسست أنه فهم المغزى من شرب قهوتي ..
و فهم أنني أريد من يشاطرني ألمي قبل فرحي .. و حزني قبل سعادتي
فهم أن المودة و الرحمة بين اثنين تكبر مع مر الحياة قبل حلوها ..
و لا تتلاشى إن اعترضتها عقبات في الطريق ..
فقبل أن نكون معا على الحلوة و المرة و هذا ما لم يفهمه الآخرون ..
فنطق والدها قائلا
بارك الله فيك و زادك علما و نورا